TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مانديلا في فضائيّة عراقيّة

العمود الثامن: مانديلا في فضائيّة عراقيّة

نشر في: 3 إبريل, 2018: 08:39 م

 علي حسين

منذ خمسة عشر عاماً تراودني مثل معظم العراقيين أحلام اليقظة، ومثل كثير من الأحلام تتحول الى خيبات وأحيانا كثيرة الى كوابيس. منذ اليوم الاول للتغيير عام 2003 حلمت بسياسيين مثل مانديلا وغاندي ولي كوان،، ساسة يتحرّرون من أحقادهم، ومن كوابيس الماضي، ولم أكن أدري أنّ تضحيات المواطن العراقي ستنتهي إلى تشكيل هيئة للمصالحة يقودها سياسي يعيش في القرن الاول للهجرة! ولهذا وفي لحظة يأس التجأتُ الى أحلام يقظة متشرد سويسري اسمه جان جاك روسو، قادته كتبه الى تعليم البشرية معنى العدالة البشرية، وقيمة الحرية والنضال من أجل نصرة الإنسان لأخيه الانسان، وفي الاسابيع الاخيرة قررتُ أن ألغي الأحلام من حياتي لكثرة ما شاهدتُ في الفضائيات من برامج تروّج لساسة الخراب وتصفهم بالمنقذين والشجعان، وكان أخيرها وليس آخرها، اللقاء”الممتع”الذي أجراه”المدني”لحدّ النخاع أحمد الملا طلال مع السيد خميس الخنجر. وأنا أنصت للحوار، سألت نفسي أين قرأت مثل هذه العبارات المنمّقة عن التسامح.. وقبل أن أجد الجواب لاحت لي صورة بهاء الأعرجي في إحدى الصحف، وهو يطالب العراقيين بعدم انتخاب الطائفيين والفاسدين.. هل انتهى المزاد؟ لا ياعزيزي أتمنى عليك أن تمسك الريموت كونترول، وستجد أنّ معظم السياسيين لا يتعاطون إلا في قضايا البناء والتنمية والتسامح. إنها القضايا الكبرى التي لاتزال تشغلهم، ولذا لا مكان في أجندتهم للقضايا الصغيرة التي بلا أهمية، لا أحد يريد أن يشير ولو إشارة تضامنية بسيطة مع متظاهري الحسينية والمعامل، أشهر تعليق جاء من السيد حيدر العبادي الذي حذّر من تسييس التظاهرات.
ممن أراد نيلسون مانديلا أن يحمي أبناء جلدته؟ أراد أن يحميهم من ضغائن النفس. يقول دي كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا : لقد ضبط العم مانديلا في نفوسنا جميعاً غريزة العنف والكراهية”.
السياسي الشجاع، لا يبحث عن غرائز جمهوره، بل عن عقولهم، لكننا اليوم نجد من يصرّ على مخاطبة غرائز الناس، وعلى نشر الخديعة والكذب بحجة الدفاع عن الطائفة.
ولأننا نتذكر رمز التسامح والمحبة مانديلا، فإن الاعتذار واجبٌ لأهالي الحسينية والمعامل،لأننا نسيناهم في زحمة البحث عن مانديلا، تصنعه لنا فضائية عراقية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram