ترجمة / المدى

ذُكر بأن قراراً صدر بإرجاء خطة لأخذ لوحة الموناليزا بجولة كبرى حول فرنسا، بعد أن قدّر متحف اللوفر بأن هذه الجولة ستكلّفه مايقارب 35 مليون يورو، من اجل إعارة جوهرة تاجه لرحلة تدوم ثلاثة أشهر فقط.
لقد توصل المتحف لهذا الرقم الفلكي وذلك بإجراء حسابات تحليلية لكلف النقل ولعوائد مهدورة من سائحين محبطين، حيث أن 90% منهم يقولون بأن السبب الرئيس لزيارتهم لمتحف اللوفر هو لرؤية أشهر لوحة فنية معروفة في العالم.
الشهر الماضي، كانت وزيرة الثقافة الفرنسية، فرانسواز نيسون، قد ذكرت أنها تفكر بجدية بإرسال الموناليزا برحلة الى مدينة لين، وهي بلدة تعدين ومناجم سابقة تقع في شمال فرنسا، حيث يوجد لمتحف اللوفر موقع هناك.
وكانت الخطة جزءاً من توجه متفق عليه لنقل أفضل الاعمال الفنية خارج المتحف الباريسي وعمل جولة بها حول البلاد، ويمكن من خلال هذا الفعل كسر حاجز الانعزال الثقافي الذي تعانيه المناطق المحرومة.
مع ذلك نقل عن الوزيرة قولها، بأنها ستعيد النظر بنقل رائعة القرن السادس عشر للرسام ليوناردو دافنشي، بعد أن عرض عليها تقرير بالكلف التخمينية المتوقعة لهذه الرحلة.
واستناداً لصحيفة "لوبارزيان" الفرنسية التي تلقت معلومات تفصيلية بالأرقام عن مجموع كلفة رحلة الموناليزا حول فرنسا، فإن مبلغ ضمان تأمين اللوحة سيكلف 2 مليون يورو، مع مبلغ 2 الى 3 ملايين يورو، كلفة زجاج الحماية ضد الكسر الجديد للوحة، و3 ملايين يورو أخرى، لغلاف الحماية الذي ستلفُّ به اللوحة ومليون الى ومليوني يورو أخرى، لغرض اجراءات نقل اللوحة.
ولكن الجزء الأكبر من الكلف التي حسبها مسؤولو حسابات المتحف، ستقدّر بحدود 13 مليون يورو، التي تتمثل بالواردات المهدورة التي سيتحملها متحف اللوفر الناجمة عن الحجوزات التي سيلغيها السيّاح الأجانب الممتعضين لعلمهم بغياب اللوحة الشهيرة من المتحف.
وقدرت دائرة الحسابات، بأن المتحف سيخسر أيضاً ما يقارب من 7.5 مليون يورو أخرى، التي كان من الممكن أن ينفقها زوّار المتحف المتغيبون على شراء الكتب المعروضة في المتحف وزيارتهم للمحال التجارية والمطاعم في المتحف، حيث أن كل زائر من المتوقع أن ينفق مامقداره 30 يورو.
الأسبوع الماضي، التقت وزيرة الثقافة نيسون بعمدة مدينة، لين، سيلفيان روبرت، الذي يقود حملة الآن لصالح عرض اللوحة الفنية الشهيرة في مدينته. في حين قام مشجعو نادي كرة القدم المحلي للمدينة، برفع لافتة ضخمة لصورة الموناليزا، خلال مباراة لكرة القدم الشهر الماضي، وتحت الصورة شعار يقول:"موناليزا، قلوب أهالي مدينة لين تخفق بحبك."
الكثير من سكان مدينة لين، كانوا يأملون في أن الحركة التجارية للمدينة قد تتحسن وتجني الأرباح من الزوّار الذين سيقدمون لمشاهدة الموناليزا.
وكان قد تم شحن صورة الموناليزا خلال فترة الستينات في رحلة عبر المحيط الأطلسي وتم عرضها في نيويورك وواشنطن.
ولم يتم اخراج اللوحة من متحف اللوفر منذ العام 1974 عندما تم عرضها في متحف طوكيو الوطني، وحاولت امرأة رش اللوحة بصبغ أحمر. ولكن اللوحة نجت من الضرر والفضل يعود في ذلك للطوق المضاد للرصاص الذي يحيط بها.
ديدير رايكنر، الخبير باللوحات الفنية التأريخية، يقول إنه سيكون من باب اللا مسؤولية والخطورة البالغة تعريض اللوحة لمزيد من الرحلات. مشيراً بقوله، الى أنها هشّة جداً، وإن اللوح الخشبي المرسومة عليه اللوحة رقيق جداً، وهناك تصدّع، وإذا توسّع هذا التصدع فسيتلفها بشكل لايمكن إصلاحه.
في العام 1911 تعرضت اللوحة للسرقة من اللوفر من قبل مستخدم في المتحف يدعى، فينسينزو بيروجيا، الذي كان يعتقد بأن المكان الصحيح للوحة هو أن تكون في متحف إيطالي.
وقد تم استرجاع اللوحة عندما حاول بيعها بعد سنتين لمعرض، اوفزي، في مدينة فلورانس الإيطالية.

عن صحيفة الغارديان البريطانية