TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: 15 سنة.. تتمّة لخراب صدام

شناشيل: 15 سنة.. تتمّة لخراب صدام

نشر في: 8 إبريل, 2018: 07:37 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

يولد الإنسان وينمو ويترعرع ويدخل إلى المدرسة فينهي مرحلة الدراسة الابتدائية كلّها ثم المتوسطة، ويغدو بالغاً مؤهلاً للزواج وإنجاب البنات والبنين. كلّ هذا في خمس عشرة سنة.
وفي خمس عشرة سنة يُنهي الصبي أو الصبيّة المتخرج/ من المرحلة المتوسطة دراسته الثانوية فالجامعية ويغدو معلماً فيخرّج ثماني مراحل دراسية أو مهندساً يشقّ عشرات الطرق ويقيم عشرات المباني والصروح، أو طبيباً يعالج آلاف المرضى وينقذهم من الموت، أو مديراً يقود المؤسسات أو الشركات.. أو، إذا شاء واقتدر، يواصل تعليمه العالي فينال شهادة الماجستير ثم الدكتوراه ويصبح خبيراً رفيع المستوى في اختصاصه وينتمي إلى نخبة المجتمع المرموقة.
في خمس عشرة سنة تطوّرت دولة الإمارات العربية المتحدة من كيانات قبلية متشرذمة تنتمي لمرحلة ما قبل الدولة إلى دولة قوية باقتصاد يحتلّ إحدى المراتب الأولى عالمياً بسرعة نمو فائقة. وكذا الحال بالنسبة لـ "النمور الآسيوية"، سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية، التي انتقلت في خمس عشرة سنة أيضاً من دول شبه منسيّة إلى دول قائدة في مجال الاقتصاد ورائدة في مجالات التكنولوجيا والعلوم.
السرّ في تجارب هذه الدول الأربع التي حقّقت لشعوبها الأمن والسلام والرفاه، يكمن في توافر القيادة العاقلة الحكيمة التي أدركت تحدّيات القرن العشرين العاصفة وعقدت العزم على المواجهة والمجابهة بإرادة قوية وبروح وطنية عالية.
هذا السرّ هو ما ينقصنا هنا في العراق الذي كان مؤهلاً لأن يُصبح في الخمس عشرة سنة المنصرمة أقوى وأغنى وأكثر تقدّماً من هذه الدول جميعاً.. نقص العقل وغياب الحكمة هما ما جعلا صدام حسين ومن ثم خلفاءه الذين تمرّ اليوم خمس عشرة سنة على تولّيهم مقاليد الأمور، يعودون بالعراق إلى حقبة ما قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة، لجهة التخلّف الحضاري والتردّي في مستوى المعيشة (الفقر والبطالة يبلغان مستويات فلكية تتجاوز نسبتها الآن 25 بالمئة !).
تجربة الخمس عشرة سنة هذه سجّلت فشلاً مدوّياً آخر لجماعات الإسلام السياسي التي حكمت البلاد فانغمرت في وحل الفساد الإداري والمالي بدل أن تنخرط في بناء دولة قويّة بشعب مرفّه.
وإذ نحن على أبواب انتخابات برلمانية جديدة، فلا يمكن لأيّ إنسان عاقل إلا أن يقرّر بأقل قدر من التفكير بأنّ الذين كانوا سبباً في كل هذا الخراب المحيق بالوطن وأهله لا ينبغي التعويل عليهم ومنحهم الثقة من جديد .. لقد أخذوا فرصتهم وزيادة، وهم الآن لا تنمّ عنهم أي بادرة بالشعور بالذنب والاعتراف بالخطأ، ما يعتبر دليلاً قوياً على العناد والمكابرة .. صدام حسين كان هو نفسه عنيداً ومكابراً، فكان أن قاد العراق إلى الخراب .. وخراب الخمس عشرة سنة الماضية (الإسلامي) هو نتيجة وتتمة وذروة لذاك الخراب...
باختصار شديد، الإسلام السياسي أتمّ في الخمس عشرة سنة الماضية المهمة التي لم تكتمل في عهد صدام!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram