متابعة: المدى
صدر للدكتورة نادية هناوي كتابها النقدي الجديد( السرد القابض على التاريخ ) عن دار غيداء للطباعة والنشر في عمان ـ الاردن 2018..
والكتاب ينشغل بمفهوم التاريخ كمادة روائية يقصدها الأديب ليحوّل الحوادث والسير والشخصيات والوقائع إلى مدونات نصية سردية يستحضر فيها الواقعي ويتغلغل فيها التخييلي مستجمعاً الوثائق ومستحثاً الذاكرة ليلتقي الماضي بالحاضر..
ويُعنى الكتاب في فصوله الثمانية بطرح مصطلح رواية التاريخ كشكل روائي وصيرورة للكتابة الجديدة ما بعد الكولونيالية. وقد اهتم الفصل الأول وعنوانه(مباصرة في سردنة التاريخي) بعلاقة التاريخ بالأدب وهل أن من المنطقي أن لا تخدم وسائل عمل المؤرخ مهمة الأديب، في التوثيق للأحداث والحقب والسير وغيرها ؟.
وعنوان الفصل الثاني ـ( معاينة في رواية التاريخ) وهو يدور حول اجتراح مصطلح رواية التاريخ، وجاء الفصل الثالث تحت عنوان( مواضعات رواية التاريخ أزمنة الدم مثالاً) وهو ذو طابع إجرائي يطرق المكونات البنائية المحددة التي يمكنها أن تُنتج رواية تاريخ من خلال التطبيق على رواية( أزمنة الدم) للروائي العراقي جهاد مجيد...وحمل الفصل الرابع عنوان(التسريد في الرواية السيرذاتية التخييلية) متضمناً مدخلاً نظرياً عن علاقة الرواية بالتاريخ من ناحية المنابت والتمثلات، تبعه تطبيق تناول تشظي الذاكرة والإيهام بالواقع في الرواية نفسها.
وتضمن الفصل الخامس الذي اندرج تحت عنوان(التراث السيري المقدس ورواية التاريخ) مبحثين عُني المبحث الأول وهو بعنوان(رواية السيرة النبوية وأسلوبية سرد التاريخ) بالتقاط تموضعات التقاء رواية السيرة النبوية بالرواية السيرية من خلال رواية( ها هو اليتيم بعين الله) للكاتب الإيراني رضا سرشار الذي وظف محكي التاريخ لصنع محتمل سردي هو بمثابة واقع سردي ممكن أن ينماز بالصدقية بارتكانه إلى التوثيق. وتتبع المبحث الثاني الذي عنوانه( تموقع سيرة المقدس ومستويات التعالق السردي ـ التاريخي) توظيف سيرة الإمام الحسين قبيل استشهاده في واقعة الطف من خلال رواية( ألم ذلك الحسين) للكاتب العراقي المهاجر كمال السيد. واهتم الفصل السادس وعنوانه(سردنة الأرث الصوفي في رواية التاريخ) بتتيع استثمار التراث الصوفي في إطار الاشتغال السردي الذي يوظف محكي التاريخ بغية إثبات تجاوز مواضعات الرواية التاريخية باتجاه رواية التاريخ.. وتلمس الفصل السابع الذي عنوانه(التسريد السيري للتاريخ السياسي والاجتماعي) مواضع الانجرار وراء التاريخ الرسمي وتفصيلاته السياسية والاجتماعية جنبا الى جنب إيلاء البعد التخييلي اهتماماً مماثلاً يكشف عن الغائر أو المخبوء وراء التاريخ المدون وذلك من خلال ثلاثة مباحث، وتمحور الفصل الثامن وعنوانه(هشاشة الذاكرة السردية بين إماتة التاريخ واستعادته في رواية أحمر حانة) حول تقديم رؤية جمالية للكيفية التي وظَّف فيها الروائي حميد الربيعي التاريخ كبؤرة سردية تنتج تاريخاً بديلاً أو مختلقاً.