اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > تحذير دولي من تراجع مخزونات المياه في العراق والمغرب وإسبانيا والهند

تحذير دولي من تراجع مخزونات المياه في العراق والمغرب وإسبانيا والهند

نشر في: 14 إبريل, 2018: 06:14 م

ترجمة / حامد أحمد

كشفت منظومة أقمار صناعية جديدة للإنذار المبكر عن تنامي أزمة مياه في عدد من دول العالم، بينها العراق ناجمة عن تراجع مخزونات المياه فيها والتي قد تؤدي مستقبلاً للوصول الى"يوم الصفر أو Day Zero "حيث تجفّ الحنفيات من جريان مياه الشرب فيها.
استناداً الى المشرفين على اظهار صور منظومة الإنذار المبكر للأقمار الصناعية لأكثر من 500 ألف سد في العالم، فإن تناقص وتراجع احتياطيات المياه في كل من المغرب والعراق والهند وإسبانيا، قد تسبّب بأزمة مياه حادة قد تصل الى اليوم الذي تجف فيها حنفيات المياه بسبب انقطاع الماء عنها.
وكانت مدينة، كيب تاون، الجنوب افريقية قد تصدرت عناوين الصحف العالمية مؤخراً، وهي تستعد للعد التنازلي للوصول الى يوم الصفر، عندما تنقطع صنابير مياه الشرب فيها عن ملايين السكان جراء معاناتها من جفاف استمر لثلاث سنوات. استباقاً لذلك الموعد تم اتخاذ اجراءات احترازية صارمة في جنوب افريقيا. ولكن استناداً لمعهد موارد المياه الدولي (WRI) الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً له، فإن العشرات من الدول الأخرى تواجه مخاطر مشابهة تتراوح بين زيادة الطلب على المياه مع سوء ادارة ترشيد الاستهلاك وتغيّر المناخ.
المعهد البيئي الأميركي يعمل الآن مع مركز، ديلتريس، الهولندي للأبحاث التطبيقية في مجال المياه ومع شركاء آخرين لبناء منظومة انذار مبكر للمياه والأمن تهدف الى اعطاء تنبيهات مسبقة بحدوث عدم استقرار اجتماعي أو ضرر اقتصادي أو موجات هجرة عبر الحدود. ومن المتوقع الكشف عن النموذج الأصلي للمنظومة في وقت لاحق من هذا العام، ولكن تم الكشف عن صورة فوتوغرافية الأربعاء، تسلّط الضوء على اكثر من أربعة سدود تضررت في العالم والتي تنذر بأحداث مخاطر جسيمة محتملة.
وكانت اكثر المستودعات تدنياً بمعدلات المياه هو، سد المسيرة، ثاني اكبر سد في المغرب، والذي تقلصت معدلات المياه فيه بنسبة 60% بسبب حالات الجفاف المتكررة التي ضربت البلاد، موسعاً بذلك أزمات الري وزيادة العطش لمدن مجاورة مثل الدار البيضاء. ورغم هطول الأمطار مؤخراً، قال معهد موارد المياه العالمي WRI، بأن نسبة المياه هي في أدنى مستوى منذ عقد، مشيراً الى أنه في المرة الأخيرة كان السد قد قارب الجفاف وتدنت معدلات انتاج المحاصيل الى النصف وتأثر بذلك اكثر من 700 ألف شخص. الضغط على هذا المستودع المائي سيزداد اكثر في وقت لاحق من هذا العام، عندما سيربط مشروع تحويل مائي جديد بمدينة مراكش.
وفي العراق فإن، سد الموصل، قد شهد تدنياً مزمناً اكثر بمعدلات المياه فيه، وهو الآن ادنى بنسبة 60% مما كان عليه بذروته خلال فترة التسعينات، وذلك نتيجة لشح الأمطار والاستهلاك التنافسي لمصادر المياه من قبل الجارة تركيا لتغذية مشاريع توليد الطاقة في سدودها المنشأة على نهري دجلة والفرات. وأدت حالات شح المياه في مناطق العراق الزراعية الى هجرة السكان منها.
التوترات كانت واضحة أيضاً في تخصيصات المياه عبر مستودعين في الهند مرتبطين بنهر نارمادا. شح الأمطار العام الماضي، ترك سد انديرا ساغار، يقل بمعدل الثلث عن مستواه الموسمي الاعتيادي. وعندما أثر هذا النقص في موارد مستودع، ساردار ساروفار تسبب بحدوث اضطراب وهيجان، لأن هذا السد يعتبر المجهّز لأكثر من 30 مليون شخص بمياه الشرب. الشهر الماضي اوقفت حكومة كوجرات المحلية عمليات الري وناشدت المزارعين بعدم نشر بذور محاصيلهم.
المخاطر الاجتماعية لشح المياه تكون أقل وطئاً في البلدان الصناعية التي يكون اعتمادها على الزراعة أقل واكثر مرونة اقتصادياً. إسبانيا عانت جفافاً حاداً خلال السنوات الخمس الماضية، وساهم بتقلص معدلات خزين مياه، سد بوينديا، بنسبة 60%. أثر ذلك في عمليات توليد الطاقة الكهربائية، مما أدى الى ارتفاع اجور الكهرباء، ولكن تأثير ذلك في الزراعة كان محدوداً بمعدل اقل من 3%، آخذين بالحسبان نسبة معدل القطاع الزراعي الى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
جميع السدود الأربعة تقع عند خط عرض الوسط وهي الحدود الجغرافية الواقعة على أي من جانبي خط الاستواء التي من المتوقع أن يتسبب فيها تغير المناخ بحالات جفاف مستمرة على نحو اكثر وبشكل مزمن. وفي الوقت الذي سيتم فيه اجراء مسح على مستودعات مائية أخرى خلال الأشهر والسنوات المقبلة، فإن معهد موارد المياه الدولي يتوقع ظهور مزيد من الحالات.
وقال الباحث، جارلس ايلاند، من معهد WRI الدولي"هذه السدود الأربعة قد تنذر بأشياء ستحدث. هناك احتمالية ظهور مزيد من حالات الجفاف المماثلة لما حصل في مدينة كيب تاون الجنوب أفريقية. الأزمة قد تصبح عالمية اكثر مع زيادة الطلب على المياه وبدء الشعور بآثار تغيّر المناخ."
جينادي دونشيتس، أحد كبار الباحثين من مركز ديلتريس الهولندي للأبحاث التطبيقية في مجال المياه، قال إن خدمة مراقبة ومسح مستودعات المياه ستزداد بشكل ثابت من ناحية الحجم مع رفدها بمعلومات إضافية من صور أقمار وكالة ناسا الصناعية ومحطات فضاء دول أوروبية أخرى، التي توفر معلومات دقيقة يومية عبر صور مدى تركيزها يمتد من 10 الى 30 متراً للموقع المحدّد.
عن صحيفة الغارديان البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل (20) رواية بوليسية.. من "ربيكا" إلى "دم بارد"

أشهر الكتب الممنوعة

نظريات التآمر عن الأرض المجوفة.. الحقيقة الكاملة

أفضل الروايات الرومانسية

سر مريم المجدلية الحقيقية

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram