TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: مِن أين لهم كلّ هذا المال؟

شناشيل: مِن أين لهم كلّ هذا المال؟

نشر في: 15 إبريل, 2018: 08:19 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

مفوضية الانتخابات معهود إليها بمهمتين كبيرتين للغاية. الأولى: تنظيم وإدارة الانتخابات البرلمانية والمحلية والإشراف عليها بما يمتثل لأحكام الدستور وقوانين الانتخابات، والثانية: تنظيم الحياة الحزبية بما ينسجم مع أحكام الدستور وقانون الأحزاب.
الحملة الانتخابية الجارية الآن انطلقت عملياً قبل أوانها بكثير من جانب بعض الأحزاب والائتلافات المتنفّذة في نظامنا السياسي، الإسلامية في الغالب، في تحدّ وانتهاك للقوانين، المفوضية لم تفعل حتى الآن شيئاً ممّا تُمليه عليها واجباتها والتزاماتها لوضع حدّ لهذه الممارسة المشينة، بوصفها ممارسة فاسدة ومفسدة. هذه الحملة تتميز بالإنفاق الباذخ جداً عليها من القوى والائتلافات المتنفذة، وهو ما أثار حفيظة الكثير من الناس الذين أمكنهم التعبير عن آرائهم ومواقفهم بحرية عبر وسائل الإعلام (قنوات التلفزيون والإذاعة والصحف) ومواقع التواصل الاجتماعي.
ليس من الصعب تقدير أنّ بعض هذه الأحزاب والائتلافات ستكون، عند آخر يوم من الحملة الانتخابية، قد أنفقت عشرات ملايين الدولارات. هذا على صعيد الدعاية والترويج فحسب، أما العمليات غير الشرعية الجارية من وراء الستار (شراء الأصوات والذّمم بالأشكال والأساليب المختلفة) فلابدّ من أنها ستكلّف أكثر من هذا.
من أين جاءت هذه القوى، وبعضها يلتحق بالعملية الانتخابية للمرة الأولى منذ 2006، بكلّ هذه الأموال؟
هذا السؤال موجّه إلى مفوضية الانتخابات قبل غيرها، بوصفها الهيئة المعهود إليها بإدارة وتنظيم العملية الانتخابية وإدارة وتنظيم الحياة الحزبية على حدّ سواء. ما مِن حاجة لتوجيه السؤال إلى الأحزاب والائتلافات، فالجواب لديها جاهز ومعروف: تبرّعات..!
قانون الأحزاب يُلزم، في مادته السادسة والثلاثين، الأحزاب بالتحقّق من هويّات مقدّمي التبرعات إليها، وبتسجيل هذه التبرعات في سجلّ خاص، مثلما يُلزمها بنشر قائمة بأسماء المتبرعين في جريدة الحزب أو التنظيم السياسي. القانون وضع هذا الحكم لضمان سلامة الحياة السياسية في البلاد وشرعيتها، ولتأمينها من الوقوع في شرك الفساد وحبائل المفسدين.
السؤال: هل حدث أن تثبّتتْ مفوضية الانتخابات من مصادر الأموال التي تُنفقها الأحزاب والائتلافات الآن على حملاتها الانتخابية؟.. هل طلبتْ إلى هذه الأحزاب والائتلافات أن تعرض سجلاتها الخاصة بالتبرعات عليها؟.. وهل تثبّتتْ من أنّ مصادر التمويل وطنية وليست ملوّثة برشى قادمة من وراء الحدود؟
إذا كانت المفوضية لم تفعل هذا، فإنها في الواقع ترتكب جرماً ينحدر الى مستوى الخيانة الوطنية.. لن ينفع المفوضية ومسؤوليها القول بعدم وجود الوقت الكافي والوسائل اللازمة، ولن يجديهم التذرّع بأيّ سبب آخر.. على الانتخابات يتوقف مصير الناس ويتحدّد مستقبل البلاد.. والتاريخ لن يجامل، لن يسامح، لن يغفر... ولن يرحم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram