علي حسين
كنت أنوي الحديث عن تقلبات المحلل السياسي والخبير الستراتيجي نجاح محمد علي، حتى عثرت على خبر طريف يقول إنّ نصف العراقيين مصابون بمرض القولون العصبي،، وإذا أردتَ أن تعرف السبب انتشار هذا الداء، عليك أن تقرأ اللوحة الإعلانية الكبيرة التي علّقها ائتلاف النصر، وفيها صورة المرشح الذي يحمل الرقم 25، مكتوب عليها مرشحكم محمود الحسن نصير المظلومين!.
الذين علّقوا على هذه اللافتة الطريفة واللطيفة، تساءلوا ماذا يحدث في هذه البلاد؟ وهل وصلنا الى هذا المستوى التي يسمح فيها بعودة نائب شاهدناه في الانتخابات السابقة يوزِّع رزمة أوراق، قال إنها سندات تمليك أراضٍ زراعية، واتضح في ما بعد أنّ السندات كانت مزورة!
هل تريدون المزيد، العبادي يضع السيدة هناء تركي على رأس قائمة مرشّحيه في بغداد، والسيدة النائبة التي دخلت البرلمان منذ عام 2006، لن تخرج منه حتى بعد عام 2022، لايوجد في سجلاتها النيابية أي إنجاز، ولم يُسمع لها صوت، ولكي يكتمل الإصلاح الذي وعدنا به العبادي فلا بأس أن يمنح الرقم 3 للسيد عباس البياتي.
ظلَّ السيد حيدر العبادي يردِّد أنشودة”الإصلاح”ليل نهار، منذ أن تسلم منصب رئيس الوزراء، وهو يقول إنّ المواطن وحده يستطيع أن يقرر مسألة ذهاب أو بقاء بعض النواب. وهذا كلامُ حقّ من دون جدال.. لكن على السيد العبادي أن يشرح للعالم، بأي طريقة يمكن أن يقول المواطن العراقي رأيه وأنت تعيد لنا تدوير مواد مستهلكة غير صالحة للاستخدام البشري!.
والسؤال الآن: لماذا لا يسعى العبادي الذي عاد من اليابان إلى قراءة تجارب الشعوب، ولتكن تجربة طوكيو نموذجاً يطلع عليه، إذا كان لديه فسحة من الوقت الذي خصصه لخطب الإصلاح؟ لماذا يصرّ على أن نبقى غارقين في زمن الخطب الفارغة الذي تصورنا أنه انتهى، لماذا يريد لنا البعض أن نعيش في ظلّ نظام أشبه بالوكالات التجارية التي تنتج مزيداً من الفقراء، وتستبدل التنمية والعدالة الاجتماعية، بسياسات توزيع الهبات والصدقات لتعوِّض بها فشلها، لماذا لا يسعى رئيس مجلس الوزراء إلى تأسيس نظام سياسي واقتصادي يقوم على مبدأ توازُن الطبقات وحماية الفقراء ونشر العدالة لا الفقر والظلم والإقصاء والاستبداد وآخرها الضحك على البسطاء من خلال صورة كبيرة لمحمود الحسن؟!