اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مجرد كلام: بث تجريبي

مجرد كلام: بث تجريبي

نشر في: 16 إبريل, 2018: 05:59 م

 عدوية الهلالي

يمتاز العراقيون بخفة ظلهم وقدرتهم على ( التحشيش ) في أسوأ الظروف ، فكيف إذا كان الظرف الراهن هو انطلاق الحملات الانتخابية ومايتخللها غالباً من تصريحات ملفتة وأساليب مبتكرة للدعاية الانتخابية ..فقد علق أحد الزملاء على سبيل المثال على تصريح رئيس مجلس النواب والمرشح دائما وأبدا ً لخوض الانتخابات سليم الجبوري عندما قال : " آن الأوان أن تهتم الدولة بالمواطن " بأن السنوات الأربع عشرة التي عاشها الشعب العراقي في ظل معاناة مستمرة كانت عبارة عن " بث تجريبي " ، فالجبوري الذي بالغ قليلاً في كمية الصور المعلقة له في الشوارع يستخف بالشعب العراقي عندما يعده بالاهتمام به بعد أن يفوز بالانتخابات ..إنه يشبه كثيرا الزوج الذي يفكر بالزواج من امرأة ثانية فيلجأ الى اقناع زوجته الأولى بأنه سيجلب لها من تساعدها ليخفف عنها أعباء المنزل ، ومثلما لن تقتنع الزوجات بمثل هذه الحجة غالباً ، لن يجد الشعب العراقي في وعود الجبوري أكثر من مناورة جديدة للبقاء في السلطة ..
لم يبق سوى اسابيع قليلة ويحل اليوم الموعود ، وهاهم رؤساء الكتل والنواب السابقون يكشفون أوراقهم للجمهور فمنهم من يقول إنه الأحق بالفوز بمنصب رئيس الحكومة لأنه واثق من أن كتلته ستكون الأكبر ومنهم من يتشدق بمبادئ المواطنة والشراكة ويعمل في اتجاه بعيد عنها تماماً ، وهنالك نائبة صرحت دونما خجل بأن حزبها هو الوحيد الذي يستحق رئاسة الحكومة وإن رجاله فقط هم الجديرون بذلك وكأنها تؤكد قيام دكتاتورية جديدة شبيهة بديكتاتورية النظام السابق ، وأخرى تصف التحالف الذي تنتمي اليه بأنه سفينة النجاة في المرحلة المقبلة ، وقبلهم أثار النائب عباس البياتي زوبعة إعلامية تخللتها اعتراضات سياسية ودينية متعددة عندما استخدم عبارة ( أصحاب الكساء) في وصف التحالفات المشاركة في الانتخابات ..يخامرني شعور ومثلي العديد ممن يقف موقف الفاحص والمدقق والمراقب لما يجري بان الساسة العراقيين لايجيدون حتى الآن مخاطبة المواطن العراقي فهم إما يعدونه بوعود لم ولن يحققوها له أو يتوعدونه بأيام أقسى من المرحلة التي عاشها طوال السنوات السابقة وتصريحاتهم هي الدليل على ذلك فهي تنم إما عن جهل سياسي أو استخفاف واضح بمعاناة شعب سئم من الوعود وخيبات الأمل و( البث التجريبي ) ويطمح الى حياة حقيقية يعيشها في زمن الحرية والديمقراطية الذي طالما حلم به وتوقع انه سيباري شعوب العالم لو تم تطبيق تلك المبادئ لديه بشكلها المعروف في بقية انحاء العالم ..
مايحدث حالياً سباق انتخابي للفوز بالمناصب يستسهل فيه المرشحون كافة الوسائل ويطلقون مايحلو لهم من تصريحات ويلونون الشارع بصورلايمثل أغلبها هموم المواطن وأحلامه فمن يبتسم فيها للمواطن أو يلوح له أو يغريه بملامح فاتنة وأسماء واعدة قد يرتدي ملامح أخرى بعد الانتخابات ، وهنا لابد للمواطن أن يبحث عن تاريخ كل مرشح وعن مواقفه الوطنية ونواياه ويحكم على أسلوب دعايته الانتخابية قبل أن يقدم على تلطيخ أصبعه باللون البنفسجي وألا تنطلي عليه وعود السابقين أو ابتسامات المرشحين الجدد ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram