TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: سرّ السمن والعسل بين الإسلاميّين ونفايات صدام!

شناشيل: سرّ السمن والعسل بين الإسلاميّين ونفايات صدام!

نشر في: 17 إبريل, 2018: 07:52 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

هناك سرّ آخر في عمل دولتنا الحالية، التي تُديرها أحزاب الإسلام السياسي وتتحكّم بمصيرها وتتحمّل المسؤولية عن إخفاقاتها، نحتاج إلى فكّ ألغازه وأحاجيه والكشف عن مكامنه ومتاهاته.
منطقيّاً، الأحزاب الإسلاميّة التي كانت جزءاً من المعارضة في عهد النظام السابق، لا يجمعها جامع مع فلول ذلك النظام. لكنّ هذه المعادلة ليست قائمة على أرض الواقع، فثمّة أكثر من وثاق مكين ورباط متين بين القوى الإسلاميّة المتنفّذة في الدولة والنظام السياسي وفلول النظام السابق ... وأي فلول؟ إنهم في الواقع سقط متاع ذلك النظام وحزبه ونفاياتهما، ممّن تخلّوا عن الزيتوني ليُطلقوا اللحى ويوشموا الجباه ويرتدوا المحابس، والعمائم في حالات ليست بالنادرة، ويلعبوا بالمسابح ويبسملوا ويحوقلوا ويستغفروا في مناسبة ومن دونها، رياءً ودجلاً بالطبع.
في دوائر الدولة كلّها تقريباً، الموظفون الأكثر نفوذاً هم في أغلبهم من تلك الفلول.. إنهم مقرّبون إلى وزرائهم والوكلاء والمدراء أكثر من غيرهم، وهم – الفلول- الأكثر فساداً وإفساداً، والأكثر تمسّكاً بالروتين القاتل، والأكثرعرقلة لإعادة بناء الدولة ووضعها على السكة الصحيحة، بانتظار انهيارها وإعادة عقارب الساعة إلى عهد نظامهم.
ويمتدّ نطاق نفوذ هؤلاء الفلول إلى المنظمات غير الحكومية، وبخاصة النقابات التي يسيطر على البعض منها، وربما معظمها، أشخاص هم الأكثر ارتزاقاً ونفعية وفساداً من بين تلك الفلول .. هذا يتمّ بدعم مباشر من مسؤولين كبار في الدولة والأحزاب المتنفّذة فيها (الإسلامية)، وبالأموال التي يتلقّونها من دون حساب والتسهيلات التي يحظوْن بها. المسؤولون الذين يقدّمون كل هذا الدعم للفلول يستغلونهم في عمليات الفساد التي يديرونها، ويستعملونهم في منع العناصر الوطنية المخلصة والكفاءات النزيهة من تولّي المناصب والمسؤوليات في الدولة.
الحملة الانتخابية، البرلمانية وغير البرلمانية (النقابية)، الجارية الآن تكشف عن العديد من هؤلاء الفلول الذين وجدوا لهم أماكن على قوائم المرشّحين عن هذه الأحزاب بعدما عثروا على ملاذات لهم فيها.. بقدرة قادر صار هؤلاء في منأى من إجراءات "المساءلة والعدالة" وخارج نطاق تغطيتها، فالالتحاق بهذه الأحزاب، حتى ولو كان رياءً، من شأنه أن يمنح الحصانة ويحمي من هذه الإجراءات التي لم يَعُد ثمة شك في تسييسها.
شخصياً لا تزعجني هذه الظاهرة كثيراً، فما دامت هذه الأحزاب سعيدة ومبتهجة بالخدمات التي تتحصّل عليها من نفايات نظام صدام فليكن لها هذا .. إنها في الواقع تُدخل الحرامي إلى بيتها .. بل هي تحفر قبر دولتها بأيديها .. وبذا هي تعفينا وتريحنا من أن نحفر لها القبر ونحارَ بإجراءات دفنها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram