TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الضحك.. أفضل جواب

العمود الثامن: الضحك.. أفضل جواب

نشر في: 17 إبريل, 2018: 08:25 م

 علي حسين

يعكس تفكير ساستنا ومسؤولينا صورة كوميدية سوداء، وهي من نوع يجعلك تضحك في عزّ الألم، فمثلاً نقرأ في الصحف أنّ حميد الهايس يعتقد أنّ الاميركان يخططون لإبعاده عن العملية السياسية، وتطبيقاً للقول المشهور "ما زاد حنون" يتابع صاحب السبع لفّات إبراهيم الصميدعي مواصلة إلقاء محاضراته القيّمة عن السياسة التي يرى أنها تتطلب "شخص متقلب". نظرية لم تبلغ مخيّلة ميكافيللي من محاولة اللعب على الكلمات وتزويق الانتهازية على أنها فنّ السياسة، ونسمع صوت "حنون" آخر يأتي من النائبة عالية نصيف التي تبكي على البرلمان الذي تعرض إلى الظلم لأنه شجرة مثمرة.
يذكر الكاتب المصري الساخر أحمد رجب أن الاقتصاد ساءَ جداً في عهد رئيس الوزراء عاطف عبيد فكتب في زاويته الشهيرة "نصف كلمة": "سمعت أن أسرة مواطن اسمه عبد الله المصري رفعت دعوى تعويض على رئيس الوزراء، والسبب أن رئيس الوزراء كان يتحدث في مجلس الشعب عن متانة الاقتصاد، وما إن سمع المواطن عبد الله المصري هذا الكلام حتى مات من الضحك، رحمه الله!". أتمنى أن لايموت العراقيين من الضحك وهم يسمعون عالية نصيف تحذّرنا أن "لانبرقع المتبرقع".
ولأننا العراقيين لا نحبّ النكتة و"نصنّف" باعتبارنا آباء شرعيين للحزن، فسأجد حتماً قارئاً كريماً يقول: يارجل هل الوقت الآن يسمح بالمزاح وصحّة العراقيين تتعرض للخطر بسبب تجاوزهم النسبة المعقوله في شرب الكحول؟ هذه ليست نكته مثل نكات عالية نصيف عن التبرقع، ولكنها ياسادة مقال كتبه السيد عادل عبد المهدي أمس في صحيفة العالم تحت عنوان: "هل شرب كميّة قليلة من الكحول خطر على الصحة والحياة؟! ولأنني أؤمن بنظرية المؤامرة اعتقدتُ في بادئ الأمر أنّ الصحيفة تتآمر على السيد عبد المهدي، فمن غير المعقول أن يرمي رجل عمل نائبا لرئيس الجمهورية ووزيراً في العديد من الحكومات، وراء ظهره مشاكل العراقيين والصراع الانتخابي وأزمة مئات الآلاف من النازحين والأيتام، ليشرح لنا أنّ العراقي يخسر سنةً من عمره بسبب شرب الكحول! وماذا ياسيدي عن أعمارنا التي أُهدرت بسبب كذب السياسيين وانتهازيتّهم ولصوصيّتهم.
ولأنّ السيد عادل عبد المهدي درس في باريس أتمنّى أن يعيد قراءة مذكّرات الجنرال ديغول وسيجدُ العبارة الآتية: لا يُقوّي السياسة مثل الصدق!.
الى اين ستذهب "نكات" ساستنا؟ إلى صفحة في التاريخ اسمها من عجائب العراق!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram