متابعة:  المدى

صدرحديثا كتاب (الاتجاهات النقدية وانزياحاتها في التصاميم الكرافيكية المعاصرة) للاكاديمية د. سحر علي سرحان التي تقول عنه :

تعد الاتجاهات النقدية من اهم العناصر المؤثرة في الفنون والتصميم لانه يخضع لمتغيرات وتحولات عديدة مع مرور الزمن تبعاً لمتغيرات المجتمع الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، التي تسعى الى فحص بعض الاتجاهات النقدية في التصميم الكرافيكي ولاسيما الاعلان التجاري إذ شغلت تصاميم المنجز الاعلاني المعاصر انزياحات كبرى وتحولات فكرية التي احدثت تراجعاً للذي قبله، ويستدعي انبثاق حقائق جديدة فصلا عن كونها تكشف عن الاتجاهات النقدية وهي الاتجاه النقدي التأويلي والبنيوي والتفكيكي والسيمولوجيا، فالاتجاه التأويلي هو الكشف عن الخبئ الغامض ويلتقي بالتفسير فكليهما يسعى الى الكشف عن معنى الشكل وقصدية المصمم، والفرق بينهما أن التفسير فهم الشكل وافهامه من خلال البحص عمّا يعنيه وجزيئاته من الاشكال او ظاهر من الشكل، اما التأويل فلا يكتفي بذلك بل يسعى الى تجاوز قصدية المصمم الى البحث عمّا وراء ظاهرة الشكل وهذه العملية برمتها تقود الى قراءة النص وفق محددات التأويل والتفسير المحددة بآلية المؤول وامكانيته في صياغة مفهوم جمالي قائم على وفق معطى حسي.
وهذا ما تؤكده نظرية التأويل حول تحديد هذا المفهوم المقترن ولقد أدت المتغيرات التقنية دوراً فعالاً في انزياح تحول البنية الشكلية لتصميم المنجز الكرافيكي، الذي تنطوي على فكر فلسفي مفاهيمي قوامه العمق الاستراتيجي لثقافة التغيير السائدة في عصر المعلوماتية كما أدى التحول لعالم الحداثة دور الصدارة في بنية مفهوم طبيعة العمل الفني التصميمي، وسيطرت العقلانية العلمية على مقدرات الامور، وانطلق فكر فلسفي متحرر يبحث عن الجديد، ويتصدى بل يهيمن على التحديدات وينسج قيماً حداثية متوافقة مع العصر، عبر تلك المسيرة – الحداثة، وما بعد الحداثة، واصبح العلم هو المحرك لثقافة الزمن والباحث عن بناء ثقافة المستقبل والناقد على وفق السيمياء يتخطى الوصف والتحليل ليفترض بعداً آخر على وفق تأسيس المعطى الحسي، وتحولت الدلالات التعبيرية التصميمية الى كيان يبحث عن الاصالة والابداع، الا ان المنجز نسج هالة من الاحساس الجمالي الرمزي، وتغيرت الطبيعة التصميمية بتغير طبيعة الزمن، وتحول المفهوم الجمالي والوظيفي من الثابت الرصين الى المتحول التقني بفعل متغيرات العصر وثقافته وفكره الاستهلاكي، ثم تأتي طروحات النقد التفكيكي وقراءته الاكثر مشاكسة ضمن طروحات النقد المعاصر، اذ يعتمد مبدأ خلخلة النص وتفككه وصولاً الى الامام بالبؤرة الاساسية الكامنة فيه هذا من جانب، ومن جانب آخر فأن النص يخرج من صياغته عن التقولب والتأطير في الاسلوب الذي لا يخضع العمل الفني فيه الى هيمنة قانون او سطوة اسلوب فالانفتاح والاختلاف وصياغة الاختلاف هي مؤسسة للتوليد الجمالي في التفكيك ولبيان هذا التطور وجدت المؤلفة أن اغلب الدراسات والمرجعيات الاولية التي تناولت موضوع الاتجاهات النقدية لم تتناول الانزياح ودخوله في التصميم خاصة لم يجرِ التطرق ، كان لا بد له من عمل، لهذا وبعد الاستطلاع الميداني المعرفي اذ قامت به المؤلفة لمجموعة من تصاميم الاعلانية العالمية التي ركزت على الجوانب البنائية في اجزاء التصميم من دون الاخرى والسعي وراء التغريب في الاشكال وجدت الكاتبة أن ما يتبادر في ذهن المتلقي عن الاجابة عن التساءل التي تمثل بالاتي: ما الاتجاهات النقدية وانزياحاتها في التصميم الكرافيكي المعاصر (الاعلان التجاري)؟
لتكون مرتكزات نظرية واتضحت اهمية الكتاب في إفادة الدارسين والمصممين العاملين في مجال التصميم والتصميم الكرافيكي بشكل خاص في توسيع آفاق الأطر المعرفية والجمالية بحدود المفاهيم الانزياحية في التصميم المنجز الكرافيكي الذي لديه قيمة نصية بصرية لا غنى عنها في التصميم. ورفد المكتبة العراقية بجهد علمي خدمة للمعتمين في مجال الدراسات النقدية والفنية المعاصرة وعلاقتها مع الاجناس الادبية والثقافية المجاورة. ويسهم في الاثراء المعرفي عن فاعلية القراة التي تشكل المهمة المركزية للنقد والمتمحور حول المتلقي ودوره في انتاج المعنى. وقد كان الهدف من هذا الكتاب التعرف على الاتجاهات النقدية وانزياحاتها في تصميم الكرافيكي المعاصر والذي حقق التجدد والتطوير في نظم الشكل التصميمي ومضامينه في التصميم برؤيةى ابتكارية لا تفقد خصوصيته وموضوعيته. التي تمثلت بالاعلانات التجارية العالمية المنشورة على الشبكة الدولية للمعلومات، في الدول العالمية (امريكا، سلوفاكيا، نيوزلندا، كوريا الجنوبية، الهند، تركيا، بولندا، المانيا، ايرلندا، برطانيا، فلبين، برازيل) التي ادت الى ظهور التنوع الثقافي والحضاري والبيئي في تصاميم الاعلانات واعتمادها انزياحات كبرى ومواكبة العصر في تصميم الاعلانات وباسلوب غرائبي في طرح الفكرة التصميمية. تمثلت الاعلانات التجارة العالمية الصادرة ضمن 2010 – 2014.