TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نصف الحقيقة : التحكيم.. بين العَدالة والظُلمْ!

نصف الحقيقة : التحكيم.. بين العَدالة والظُلمْ!

نشر في: 21 إبريل, 2018: 05:59 م

 عمار ساطع

لا صوت يعلو فوق صوت الاعتراضات التي أخذت تتسع شيئاً فشيئاً في مباريات دوري كرة القدم العراقي الممتاز، بل وتظهر علناً في الشاشة الصغيرة بطريقة اقرب لأن تكون التدني غير المتوقع في ثقافة اللاعبين من جهة ومدربيهم من جهة أخرى!
تصرفات شاذة ونشاز من مُنطلق الانتماء، بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية، بل وحالات تُفسر على أنها اقتلاع للحقوق وتوضيح للرأي العام، على أنها الظلم قد وقع لا محال، بسبب الاستهتار الذي تسيّد الموقف في كل مرّة وكأنه تحصيل حاصل للتراجع الذي ضرب معاقل كرة القدم في الأندية الجماهيرية وأخرى تملك شعبية في باقي المحافظات!
أخطاء التحكيم تصدرت أغلب العناوين، ووسائل الإعلام باتت تنقل الأمر على أنه تحريض وليس من باب النقد المهني البَنّاء، بل إن الأمر وصل الى حالة تستدعي الوقوف عندها نتيجة ما ذُكِرَ من قبل القائمين على حالة التحكيم التي وصلت الى أسوأ ما وصلت إليه هذا الموسم!
لا سبيل آخر لِمَنْ يشعر بالظلم من الحكم وطاقمه المساعد، سوى أنه يلجأ الى الاعلام في تصريحاته كي يشعر بأنه سيضغط عليهم باتجاه تشويه صورة "ذبحت" فريقه بسكينٍ عمياء وقلب لا يملك ذرّة من العدالة!
قد يكون الأمر مقبولاً لدى البعض، لكنني على يقين تام، بأن المظلوم يعيش في حالة من الضغوطات ويواجه مصاعب ومتاعب نفسية، يريد من خلال تصريحاته تسويغ ما حدث من خسارة على شماعة التحكيم وتبرير الواقعة في القرار التحكيمي على قضية شائكة ومعقدة ومريرة وعميقة لن تتغير مطلقاً، وهو أن الحكم وكادره بشر، مهمتهم تبدأ من انطلاق الصفارة حتى نهايتها وكلُ يعمل بما يمليه عليه القانون ومواد كرة القدم يطبقها على أرض الواقع، ويحاول التقليل من الأخطاء!
كل ذلك هو واقع لما يحدث في كل مباراة، لكن من غير المعقول أن يُستهدف نادٍ على حساب آخر، ويتكرر الظلم عليه بأساليب تقتل روح المتعة في المباريات، وتهدم معها الطموحات، إن لم اقل تبدد أحلامهم وتصيبهم بخيبة أمل كبيرة!
لن أطيل في الأمر أكثر، فكربلاء وزاخو الفريقان اللذان يقفان في قاع تسلسل ترتيب فرق الدوري الممتاز، تعرضا لظلم ما بعده ظلم، عقب القرارات غريبة الأطوار التي ظهرت بشكل يؤجج المشاعر وتمنح الضمير مكانة أكثر للحديث عن براءة اختراق تُسجل بأسماء من يدعون أنفسهم في قمة العدالة ويقرون بمبدأ يعتقدون أنه الأجرأ والأمثل في لحظات لا ثوانٍ!
لجنة الحكام وبعد ما حصل، باتت اليوم أمام مهمة تحريك الوقائع وفضح حالات دون التعتيم عليها عبر كتابة تقارير تُعاقب من هم ليسوا مؤهلين لقيادة المباريات ونشرها حتى تتضح صورة التحكيم وتعيدنا لأيام كانت فيه الصفارة العراقية ورايتها تحلّق في الملاعب الخارجية وتظهر بأفضل مستوياتها في تسعينيات القرن الماضي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram