TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > مركز أميركي: مصير الأقليات العراقية مازال غامضاً

مركز أميركي: مصير الأقليات العراقية مازال غامضاً

نشر في: 21 إبريل, 2018: 06:27 م

 ترجمة: حامد أحمد

بعد سنوات من القتال تحطمت سيطرة تنظيم داعش على الأراضي في العراق، رغم ذلك فإن مصير الأقليات الدينية في العراق لايزال غامضاً. عندما كان مسيطراً، عامل تنظيم داعش التجمعات السكانية تحت حكمه بوحشية كبيرة مركّزاً بالذات على الأقليات الدينية من مسيحيين وايزيديين للاستعباد والاضطهاد متسبباً بانتشار حالات القتل والتهجير بين تلك الطائفتين على نطاق واسع، وعلى الرغم من طرد تنظيم داعش من العراق، فإن وضع هذه الأقليات التي تعود جذورها لآلاف السنين في البلد لايزال مهدداً .
يقول مركز التقدم الاميركي للأبحاث Center for American Progress إن هناك أسباباً ستراتيجية وعملية تدعونا للحفاظ على هذه المكونات في العراق لما لها من دور في تعزيز التنمية والاستقرار في البلاد، وما لذلك فائدة عامة للمنطقة بأجمعها، مؤكداً بأن استرجاع هذه الأقليات الدينية للعراق ستصب في مصلحة البلد من ثلاثة جوانب: الجانب الأول، هو أن الاقليات الدينية بإمكانها أن تسهم بشكل مباشر في تعزيز النمو الاقتصادي للعراق من خلال مزاولة الانشطة الاقتصادية التي لاتتوفر قسم منها بين الغالبية المسلمة. ثانياً، أن الاقليات الدينية بإمكانها تشجيع الهوية الوطنية غير الطائفية من خلال لعب دور عامل تخفيف بين التجاذبات السياسية للطوائف العرقية الأكبر . ثالثاً ربما يكون للأقليات العرقية دور مؤثر ومتميز في التأسيس لإجراء حوار متبادل يتجاوز الحدود الطائفية.
عودة مكونات الأقليات الدينية يمكن فقط أن يكون لها فائدة للعراق، اذا لم ينظر إليها كأطراف منافسة للموارد الدولية تجاه مكونات الاغلبية . بل على العكس من ذلك، فإنه يتوجب أن تدمج الاقليات الدينية مع المجتمع الأوسع وينظر إليها كجزء من التنوع والتعدد العرقي والديني للمجتمع العراقي .
من ناحية أخرى، يشير المعهد الأميركي CAP الى ضرورة تعزيز حوار الاديان في العراق بين المسيحيين والايزيديين والمسلمين وكذلك تطبيق برامج بناء القدرات السياسية الذي يهدف لتمكين الاقليات الدينية من الانخراط بالعملية السياسية، مشيراً الى أن هناك أسباباً اخلاقية تدعونا لمد يد المساعدة لضحايا الإبادة الجماعية من ايزيديين ومسيحيين وكذلك هناك أسباب عملياتية براغماتية؛ حيث يمكن باسترجاع هذه المكونات المساعدة في تحقيق استقرار البلاد وتنميته وتعزيز اقتصاده .
قد تعزز الاقليات الدينية النمو الاقتصادي من خلال مايتمتعون به من ريادة في بعض الأنشطة، وقد لعبت هذه الاقليات أدواراً مهمة في بلدان الشرق الأوسط بينها العراق. على سبيل المثال، تتمتع الطائفة المسيحية في العراق على مدى التاريخ بكفاءات علمية وطبية وكذلك مهارات حرفية أخرى وإن غيابهم قد يتسبب بخلل في الحيوية الاقتصادية للعراق، وإن وجودهم يسهم في تحسين الوضع لجميع العراقيين.
يشير المركز البحثي الأميركي الى أن تواجد اقليات عرقية دينية في العراق من شأنها أن تقوم مقام عامل تهدئة للتوترات الطائفية والسياسية بين مكونات السنة والشيعة والكرد في البلد، بحيث انه عندما تكون هناك مفاوظات سياسية تشمل المكونات الأصغر، مثل مسيحيين وايزيديين، فإن كل طرف سيحرص على عدم تعريض مكتسباتهم للتهميش. هذا الأمر يؤدي بالنهاية الى تحسين الحياة الاجتماعية وتحقيق الرفاه للجميع والذي سيؤدي بدوره الى التقليل من التوترات الطائفية وتعزيز جانب الوحدة الوطنية بشكل اكبر .
بإمكان الاقليات الدينية تعزيز الهوية غير الطائفية للبلد، وذلك بتذكير السياسيين العراقيين بمسؤوليتهم في حماية جميع العراقيين وليس فقط من ينتمون إليهم من طائفة أو مذهب. وكان في توجه الحكومة المركزية لحماية الايزيديين من بطش داعش تذكير بأن على العراقيين أن يفكروا الى ما وراء الهويات الطائفية الضيّقة.
ويوصي المركز البحثي بأن تتوجه الحكومة الأميركية في سياستها الخارجية نحو المساعدة في عودة الاقليات الدينية في العراق وحماية حقوقهم لما لهم من دور في تعزيز تقدم واستقرار اقتصاد العراق وتعزيز الهوية الوطنية للبلد وتثقيف الحكومة العراقية بأهمية هذه الستراتيجية التي ستعود بمنفعتها للبلد بشكل عام . ولايمكن تحقيق ذلك مالم يتم اندماج هذه المكونات بالقطاعين السياسي والاجتماعي للبلد كجزء من عملية التسوية والمصالحة لما بعد مرحلة داعش .
 عن: مركز التقدم الأميركي CAP

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram