علي حسين
بعد أن انتشر فديو المرشحة للانتخابات وتناقلت صفحات الفيسبوك باعتباره حدثاً زلزل الحياة السياسية في العراق، كان بالإمكان أن تنتهي الحكاية عند البيان الذي أصدره ائتلاف العبادي حول استبعاد المرشحة من خوض الانتخابات، لكن المفاجأة الكوميدية هي إصرار البعض وهم يزبدون ويرعدون ويتوعّدون، واصفين ما حدث بأنه مؤامرة ضدّ الديمقراطية في العراق تقودها إحدى دول الجوار، من هي؟ الأحزاب السُنية قالت إنها من ترتيب إيران، والأحزاب الشيعية اتهمت السعودية، والمرشحة خرجت علينا لتعلن أنها ضحية تسقيط سياسي ومؤامرة تقودها دول!
لا أفهم لماذا تهبُّ الدول لمحاربة الانتخابات في العراق، بطريقة الفديوات الفاضحة، لمجرّد أنّ العراق قدّم للعالم نموذجاً للديمقراطيّة لايمكن أن تجده حتى في السويد مثلا!، بدليل أننا نعيش هذه الأيام مع فديوات أخرى يسعى أصحابها لتنغيص حياتنا مثل أنّ عالية نصيف قامت بإكساء عدد من الشوارع بالسبيس، ووزعت رواتب للعاطلين، وقامت مشكورة بحملة لمكافحة الحشرات، أليس هذا فديو فاضح أيضا.
معروف لدينا، منذ سنوات أننا نُجبر كلّ يوم على مشاهدة فديو سياسي فاضح، مثل فديو عتاب الدوري وهي تصرخ"أنا من قاومت الاميركان لوحدي". ويذهلني أن يطرح عليَّ شخص طبيعي سؤالاً عن فديو حنان الفتلاوي وهي تقول بملء فمها وإرادتها ومعهما حالتها العصبية :"أريد أن أشغل المشاهدين بقندرتي، بلكت يلتهون بها فد أسبوعين"، وكان يخيل إليَّ أن المواطن سيخرج متظاهراً وشاجباً لتصرّف نائبة لا تحترم عقله أو مشاعره. وعندما تسأل لماذا الصمت؟ يقولون لك انه واحد من فديوات كثيرة تعرض كل يوم تعددت وجوه أبطالها من محمد الكربولي مروراً بجميلة العبيدي، وليس انتهاءً بعباس البياتي، وكلها تمارس ضدنا فعلاً فاحشاً.
وأعترف أنني لم أشاهد فديو المرشحة، وأفضّل قراءة ردود الافعال دوما. ولكن ما يعنيني في هذه الملحمة غير المسبوقة من السطحيات الديمقراطية هو ما ينتج عنها من آثار على المواطن الذي وجد نفسه وسط ملحمة فاضحة لايريد لها أحد أن تنتهي، مع غياب تام لأجهزة الأمن التي مهمتها البحث عن حقيقة هذه الفديوات ومن يقف وراءها، فالجميع يحبّ لعبة النعامة التي تضع رأسها في الرمل، لاتُرى ولا تسمع،ولاتقول شيئاً.
ياسادة نحن العراقيين نقبل التهم كلّها إلا أن يتّهمنا أحد بأننا نريد أن نستبدل فديوات محمود الحسن بفديو المرشحة!