علي حسين
في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام 2014 خرج علينا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ليعلن قراره " الثوري " بالتخلّي عن الجنسيّة البريطانيّة ، وبعد 24 ساعة بالتمام والكمال أصدر المكتب الإعلامي " لفخامته " بياناً إلى أبناء الشعب العراقي يزفُّ لهم بشرى جديدة : الرئيس معصوم يتخلّى عن جواز سفره البريطاني ويكتفي مثلنا بجواز سفر عراقي ، وبين البيانين كانت الرئاسة تنتظر أن يخرج الشعب إلى الشوارع هاتفاً " بالروح بالدم " ، لكن ليس كلّ ما يتمنى السياسي يدركهُ، فنحن شعب جاحد ، ناكر للجميل وبلغت بنا الوقاحة مبلغاً جعلتنا ننكر على السيد فؤاد معصوم هذا الإنجاز العظيم!.
كلّما تابعتُ خطب وأحاديث رئيس الجمهورية ، أدركتُ وسع الهوّة بينه وبين الناس . مطلوب من الشعب العراقي أن يبلّغ رئيسه كلّ يوم، بأنه يعمل داخل دولة اسمها العراق ، ، ولذلك من الغريب والعجيب أن أقرأ وأسمع أنّ رئيس جمهورية العراق يتركنا في " حيص بيص " ويرمي وثيقة الشرف التي صدع رؤوسنا بها ، ويستقلّ طائرة خاصة ليذهب مع عائلته إلى بيته في لندن لقضاء إجازته السنويّة وفي الطريق يعالج أسنانه التي تعرّضت للالتهاب بسبب حالة الصمت التي يعاني منها منذ اربعة أعوام ، وهي بالتاكيد تذكّرنا بحالة الصمت التي أصابت القصر الجمهوري العراقي ، بعد نشر الإعلام وثائق عن حجم الراتب الذي تتقاضاه ابنة الرئيس معصوم !
ستقولون لماذا ياصاحب العمود الثامن ، تُحرِّم على السيد معصوم ما حلّله السيد خالد العطية لنفسه ، ألم يذهب إلى لندن أيضا لمعالجة " ..... " بالأموال العراقية ؟! وأعتذر عن ذكر المفردة.
بالطبع، لا يستطيع أحد أن يصادر حقّ السيد معصوم بالتمتُّع بإجازته، و لا مصادرة حقّه في المفاضلة والاختيار بين بغداد ولندن ، غير أنه من حقّنا أن نتحدّث عن العراق الذي بحاجة إلى أن يمنحه الرئيس بعضاً من وقته ، ولاننسى الوضع الذي يمر به إقليم كردستان الذي كان له الفضل في وضع معصوم في هذا المنصب ، لماذا يتنكّر للجميع ويذهب باتجاه بلاد قال لنا يوما إنه تخلّى عن جنسيتها ؟! .
الشعب يريد من مسؤوليه شهادات يوميّة بأنهم يعملون من أجله ، وأن يُثبت المسؤول الأول أنّ مهامه أعمق وأهم بكثير من علاج الأسنان ، المسؤول الحقيقي يأخذ الناس إلى المستقبل ، لا يتركهم مع معركة الفديوات الفاضحة ، وقرارات تجويع الناس ومحاربتهم في أرزاقهم.
يتبع غداً