اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: متى يزور معصوم بغداد؟

العمود الثامن: متى يزور معصوم بغداد؟

نشر في: 22 إبريل, 2018: 08:06 م

 علي حسين

في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام 2014 خرج علينا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ليعلن قراره " الثوري " بالتخلّي عن الجنسيّة البريطانيّة ، وبعد 24 ساعة بالتمام والكمال أصدر المكتب الإعلامي " لفخامته " بياناً إلى أبناء الشعب العراقي يزفُّ لهم بشرى جديدة : الرئيس معصوم يتخلّى عن جواز سفره البريطاني ويكتفي مثلنا بجواز سفر عراقي ، وبين البيانين كانت الرئاسة تنتظر أن يخرج الشعب إلى الشوارع هاتفاً " بالروح بالدم " ، لكن ليس كلّ ما يتمنى السياسي يدركهُ، فنحن شعب جاحد ، ناكر للجميل وبلغت بنا الوقاحة مبلغاً جعلتنا ننكر على السيد فؤاد معصوم هذا الإنجاز العظيم!.
كلّما تابعتُ خطب وأحاديث رئيس الجمهورية ، أدركتُ وسع الهوّة بينه وبين الناس . مطلوب من الشعب العراقي أن يبلّغ رئيسه كلّ يوم، بأنه يعمل داخل دولة اسمها العراق ، ، ولذلك من الغريب والعجيب أن أقرأ وأسمع أنّ رئيس جمهورية العراق يتركنا في " حيص بيص " ويرمي وثيقة الشرف التي صدع رؤوسنا بها ، ويستقلّ طائرة خاصة ليذهب مع عائلته إلى بيته في لندن لقضاء إجازته السنويّة وفي الطريق يعالج أسنانه التي تعرّضت للالتهاب بسبب حالة الصمت التي يعاني منها منذ اربعة أعوام ، وهي بالتاكيد تذكّرنا بحالة الصمت التي أصابت القصر الجمهوري العراقي ، بعد نشر الإعلام وثائق عن حجم الراتب الذي تتقاضاه ابنة الرئيس معصوم !
ستقولون لماذا ياصاحب العمود الثامن ، تُحرِّم على السيد معصوم ما حلّله السيد خالد العطية لنفسه ، ألم يذهب إلى لندن أيضا لمعالجة " ..... " بالأموال العراقية ؟! وأعتذر عن ذكر المفردة.
بالطبع، لا يستطيع أحد أن يصادر حقّ السيد معصوم بالتمتُّع بإجازته، و لا مصادرة حقّه في المفاضلة والاختيار بين بغداد ولندن ، غير أنه من حقّنا أن نتحدّث عن العراق الذي بحاجة إلى أن يمنحه الرئيس بعضاً من وقته ، ولاننسى الوضع الذي يمر به إقليم كردستان الذي كان له الفضل في وضع معصوم في هذا المنصب ، لماذا يتنكّر للجميع ويذهب باتجاه بلاد قال لنا يوما إنه تخلّى عن جنسيتها ؟! .
الشعب يريد من مسؤوليه شهادات يوميّة بأنهم يعملون من أجله ، وأن يُثبت المسؤول الأول أنّ مهامه أعمق وأهم بكثير من علاج الأسنان ، المسؤول الحقيقي يأخذ الناس إلى المستقبل ، لا يتركهم مع معركة الفديوات الفاضحة ، وقرارات تجويع الناس ومحاربتهم في أرزاقهم.
يتبع غداً

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram