TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: مرتكبو جرائم مُخلِّة بالشرف إلى البرلمان الجديد..!

شناشيل: مرتكبو جرائم مُخلِّة بالشرف إلى البرلمان الجديد..!

نشر في: 22 إبريل, 2018: 08:17 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

الجرائم المخلّة بالشرف واحدة في قوانين الدول جميعاً تقريباً، لا تتأثر بالظرف المكاني ولا الزماني .. وهي لا تتحدّد بجرائم البغاء والدعارة والاغتصاب وحدها، فثمّة عشرة أنواع أخرى من الجرائم يطولها هذا التوصيف.
في القانون العراقي، كما في قوانين سائر دول العالم، التزوير وخيانة الأمانة والرشوة (أخذاً وإعطاءً) والسرقة والاختلاس والنصب والاحتيال وغسل الأموال، هي جرائم مخلّة بالشرف. والقانون العراقي، كغيره من القوانين، يحظر إسناد وظيفة عامة للمُدان بالجريمة المخلّة بالشرف. هذا الحكم لا يسقط سواء أتمّ المدان كامل محكوميّته أو شمله عفو خاص أو عام.
عضويّة مجلس النواب وظيفة عامة، بل هي وظيفة من أرقى مستوى وأرفع طراز. النائب ممثّل لناخبيه في أعلى سلطة في الدولة، ومكلَّف منهم بتشريع القوانين التي تحقّق مصالحهم والمصالح العامة، وبمراقبة أداء مؤسسات الدولة ومدى تنفيذها القوانين والتقيّد بأحكامها.. وظيفة كهذه تتطلّب أن يكون شاغلها بأعلى مستوى من الالتزام والانضباط والأخلاق والنزاهة والأمانة والوطنيّة. بخلافه لا يجدر به شغل هذه الوظيفة.
بينَ الآلاف من الذين ترشّحوا إلى انتخابات الشهر المقبل البرلمانيّة، العشرات ممّنْ ما كان على القوى والأحزاب المنخرطة في العمليّة الانتخابيّة ضمّهم إلى قوائمها، بكلّ بساطة ،لأنّهم من مرتكبي الجرائم المخلّة بالشرف، كالتزوير وخيانة الأمانة والرشوة والاختلاس والاحتيال وغسل الأموال. بعضهم محكوم عليهم ومدانون بهذه الجرائم، وكان من المفترض أن يكونوا خلف القضبان، بيد أنّ قانون العفو سيّئ الصيت والسمعة أُطلق سراحهم، لكنّه لم يُسقط جرم الإخلال بالشرف عنهم، وما من أحد لديه السلطة بإسقاط هذا الجرم مدى الحياة.
بينَ هؤلاء محافظون حاليّون وسابقون وسواهم من شاغلي الدرجات الخاصة التي مكّنتهم من استغلال مناصبهم لارتكاب جرائم التزوير وخيانة الأمانة والاختلال وسوى ذلك.
إذا كانت الأحزاب والقوى السياسيّة غير مكترثة لهذا الأمر، لأنّها في الأساس راعية للفساد الإداري والمالي وحاضنة للفاسدين والمفسدين ، فإنّ مفوضيّة الانتخابات الموكول إليها ضمان توافر كلّ الشروط اللازمة لتولّي وظيفة عضو البرلمان، ومنها بالأخصّ عدم الإدانة بجريمة مخلّة بالشرف، كان عليها أن ترفع البطاقات الحمر في وجوه هؤلاء المرشّحين وأحزابهم وقوائمهم، فهي الهيئة المؤتمنة على هذه المهمّة الوطنيّة، والعراق لم يخلُ من الناس الجديرين بعضوية البرلمان من غير المدانين بالجرائم المخلّة بالشرف.
ولو افترضنا أنّ مفوضيّة الانتخابات لا تكترث هي الأخرى لأسباب تتعلّق بمصالح الأحزاب التي شكّلت المفوضيّة، فما موقف السلطة القضائية، وبالذات جهاز الادّعاء العام؟ .. أليس من صلب واجباته الحؤول دون تولّي المدانين بالجرائم المخلّة بالشرف وظائف عامة، وبالأخصّ وظيفة العضوية في مجلس النواب؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram