TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لكم بلدانكم.. ولنا العراق

العمود الثامن: لكم بلدانكم.. ولنا العراق

نشر في: 23 إبريل, 2018: 08:45 م

 علي حسين

منذ الأيام الأولى لهذه الزاوية حاولت مثل أيّ مواطن أن أفهم كيف يفكر السياسي العراقي ، لكنني عجزت .. أحياناً أسمع كلاماً منمقاً عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد . ثم راحت هذه الوعود تتناثر ، ولم أعد أفهم لماذا يصرّ النائب العراقي على الإحتفاظ بجواز سفر دولة آخرى ، و لا لماذا لا تعيش عوائل المسؤولين في العراق. ثم رأينا قادة البلاد يتوزعون على دول الجوار ما بين طهران وأنقرة والرياض والدوحة ودمشق .
طوال الفترة الماضية، كان أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة ، يُزيدون ويُعيدون في حكاية حبّ الوطن ، والتي رسخها قبل اربعة عشرعاماً المتقاعد الابدي غازي الياور الذي وافق أن يستبدل الرئاسة براتب ملياري ووزيرة متقاعدة وسكن في دبي .
لا أعرف ــ ربما لجهلى المستمر ــ معنى أن يكون وزير أو رئيس وزراء أو عضو برلمان ، او رئيس جمهورية مواطناً لدولة أخرى يحمل جواز سفرها ، يتباهى به في مطارات العالم ، كما لا أستوعب أن يحصل مواطن كندي مثل خضير الخزاعي أو هولندي مثل صلاح عبد الرزاق أو دنماركي مثل علي العلاق أو بريطاني مثل فائق الشيخ علي على تقاعد مجزٍ ومخصصات وهو لايحترم الجنسية العراقية ، وفي أي من البلدان سمعنا أو قرأنا أن رئيس الجمهورية يسكن في بلد آخر ، ويتمنى ان يقضي بقية حياته فيه ، ولعلكم تتذكرون حكاية المستر "بيكر مو الربيعي" وقد كتبتُ هنا قبل أكثر من عام عن واحدة من مفاجآته المثيرة، حين اكتشفنا أن مستشار أمننا الوطني يحمل جواز سفر بريطانياً باسم "بيكر مو" .
إننا أمام عملية فساد منظمة ، أبطالها يستغلون مناصبهم في الإستيلاء على رواتب تقاعدية ومخصصات وامتيازات ليتمتعون بها هم وعوائلهم في بلدان أخرى ، ومن ثم فإن الصمت أمام هذا الطوفان من الخراب يبدو غريبا ومثيرا للأسئلة ، وكان حريّاً برئيس الجمهورية أن يسارع هو إلى التخلي عن جنسيته ، بل كان عليه أن يعلن للرأي العام استقالة أي مسؤول لا يريد التخلي عن جنسيته الآخرى ، ولو نجح فى هذا الاختبار ، كنت سأخرج إلى الشارع على رأس تظاهرة ، تطالب باستمراره رئيساً للجمهورية لدورة قادمة .
أيها السادة عندما يستسهل المسؤول الكبير ، الضحك على مواطنيه ونهب المال العام ، يصبح كل شيء آخر بسيطاً أو مبسطاً. كالسطو على المال العام وبثّ الفساد في مؤسسات الدولة ، والإنصات لأحاديث حمد الموسوي عن النزاهة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram