TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مدني بـ"فلوسي"!!

العمود الثامن: مدني بـ"فلوسي"!!

نشر في: 24 إبريل, 2018: 08:30 م

 علي حسين

وعدَ مؤسس الحزب المدني في العراق السيد حمد الموسوي بأن يُعيد النزاهة والشفافية إلى البلاد إذا ما تمّ انتخابه ، ولا نعرف سبباً لهذا الاستعجال، كذلك لا نعرف أي نوع من الشفافية سوف يعيدها لنا السيد الموسوي : مليارات مزاد العملة التي هرّبت بوصولات مزوّرة ، أم العقود التي يتمّ الحصول عليها برشوة مسؤولين كبار ؟ ففي ديمقراطيتنا الشفافة أكثر من اللزوم ، لا يحقّ لنا أن نسأل من أين حصل السيد حمد الموسوي على كلّ هذه الأموال ، في الوقت الذي لانعرف نوع التجارة التي يمارسها ، ومكان المصانع التي أقامها في العراق .. مثلما لانعرف في أي دُرج أخفى مجلس القضاء ملفّ مصرف الهدى لصاحبة الموسوي ، فقد أخبرنا في ذلك الوقت السيد مدحت المحمود من أنّ القضاء لن يسكت على الفساد ،كان ذلك يوم 9/11/ 2015 .
وفي النموذج العراقي ، ليست النزاهة قوانين وضوابط ، وإنما شعارات يتغنّى بها مشعان الجبوري، وتستخدمها حنان الفتلاوي اثناء قبض عمولة الاستجواب ، ويرفعها جمال الكربولي في وجوهنا كلما سألناه أين ذهبت أموال الهلال الأحمر؟ .
بالأمس وأنا مشغول البال بالحوار " الفكري " الذي أجرته قناة الشرقية مع رئيس الحزب المدني ، وحديثه عن أمراض الفساد الخبيثة وجراثيمها التي أخبرنا أنها جاءت من خارج العراق ، أثار انتباهي خبر يقول إن المصري ناصف سايروس تصدر قائمة الأغنياء العرب ، طبعاً، هناك فرق بين ثروة المصري سايروس التي جاءت من استثمارات ومشاريع أقامها في بلده مصر درّت عليه الثروة ، عن ثروات المدني حمد الموسوي ومعه عشرات الحجاج من أصحاب المليارات التي جاءت من خطب رنّانة ومناورة وانتهازية وفساد مالي، وشعارات ساذجة .
نتطلّع اليوم من حولنا ، فنرى صاحب مصرف يريد ان يملك من النواب أكثر مما يملك حزب مثل الحزب الشيوعي ، ونرى المسؤولين يمررون لرجال المال المشبوه ، المشاريع والصفقات ، ونشعر بأن الدولة يراد لها أن تتحول الى خرابة ، وان الخلاف بين الساسة " الافاضل" ليس على الرؤية الوطنية ، بل على تقاسم الكعكة العراقية ، وصار رجال المال يملكون أيضاً اللوائح الانتخابيّة، والفضائيات ومعهما " الجحوش " الالكترونية .
كان المنلوجست المصري الشهير احمد غانم ، وإذ وصل في الصراخ إلى ذروته ، التفت الى الجمهور وهو يقول : " انا أغني بفلوسي ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram