علي حسين
وعدَ مؤسس الحزب المدني في العراق السيد حمد الموسوي بأن يُعيد النزاهة والشفافية إلى البلاد إذا ما تمّ انتخابه ، ولا نعرف سبباً لهذا الاستعجال، كذلك لا نعرف أي نوع من الشفافية سوف يعيدها لنا السيد الموسوي : مليارات مزاد العملة التي هرّبت بوصولات مزوّرة ، أم العقود التي يتمّ الحصول عليها برشوة مسؤولين كبار ؟ ففي ديمقراطيتنا الشفافة أكثر من اللزوم ، لا يحقّ لنا أن نسأل من أين حصل السيد حمد الموسوي على كلّ هذه الأموال ، في الوقت الذي لانعرف نوع التجارة التي يمارسها ، ومكان المصانع التي أقامها في العراق .. مثلما لانعرف في أي دُرج أخفى مجلس القضاء ملفّ مصرف الهدى لصاحبة الموسوي ، فقد أخبرنا في ذلك الوقت السيد مدحت المحمود من أنّ القضاء لن يسكت على الفساد ،كان ذلك يوم 9/11/ 2015 .
وفي النموذج العراقي ، ليست النزاهة قوانين وضوابط ، وإنما شعارات يتغنّى بها مشعان الجبوري، وتستخدمها حنان الفتلاوي اثناء قبض عمولة الاستجواب ، ويرفعها جمال الكربولي في وجوهنا كلما سألناه أين ذهبت أموال الهلال الأحمر؟ .
بالأمس وأنا مشغول البال بالحوار " الفكري " الذي أجرته قناة الشرقية مع رئيس الحزب المدني ، وحديثه عن أمراض الفساد الخبيثة وجراثيمها التي أخبرنا أنها جاءت من خارج العراق ، أثار انتباهي خبر يقول إن المصري ناصف سايروس تصدر قائمة الأغنياء العرب ، طبعاً، هناك فرق بين ثروة المصري سايروس التي جاءت من استثمارات ومشاريع أقامها في بلده مصر درّت عليه الثروة ، عن ثروات المدني حمد الموسوي ومعه عشرات الحجاج من أصحاب المليارات التي جاءت من خطب رنّانة ومناورة وانتهازية وفساد مالي، وشعارات ساذجة .
نتطلّع اليوم من حولنا ، فنرى صاحب مصرف يريد ان يملك من النواب أكثر مما يملك حزب مثل الحزب الشيوعي ، ونرى المسؤولين يمررون لرجال المال المشبوه ، المشاريع والصفقات ، ونشعر بأن الدولة يراد لها أن تتحول الى خرابة ، وان الخلاف بين الساسة " الافاضل" ليس على الرؤية الوطنية ، بل على تقاسم الكعكة العراقية ، وصار رجال المال يملكون أيضاً اللوائح الانتخابيّة، والفضائيات ومعهما " الجحوش " الالكترونية .
كان المنلوجست المصري الشهير احمد غانم ، وإذ وصل في الصراخ إلى ذروته ، التفت الى الجمهور وهو يقول : " انا أغني بفلوسي ".