علي حسين
من الواضح أنّ النائبة حنان الفتلاوي حريصة على ألّا تضيّع دقيقة واحدة من وقتها الثمين ، فنجدها تتنقل مثل " الفراشة " من فضائية إلى فضائية ، في إعلانات مدفوعة الثمن ، وكان آخرها الأعلان الطريف واللطيف الذي عرض أمس الأول من على قناة دجلة ، وأصر المقدم عدنان الطائي على تسميته برنامج ..ويبدو ان السيدة تظهر في التلفزيون بـ" فلوسها " .
في الظهور الأخير اكتشفنا ولو متأخرين أن مكان حنان الفتلاوي الحقيقي هو عالم الفكر والفلسفة، وأن السياسة التي دخلتها في سن متأخرة لم تجلب لها سوى المتاعب، فقد حولتها الى طريدة من قبل الحزب الشيوعي الذي اكدت لنا النائبة " مشكورة " أنه ترك الإيمان بالطبيعة وراح يبحث عن لافتات " المفكّرة " الفتلاوي ليمزّقها ، ولأنّ عالم الفكر لا يحتاج هذه الايام الى مجهود ولا كتب .. فقط المطلوب منك أن تصرخ بصوت عال ، وتكثر من الظهور الإعلامي ، فهو وحده الكفيل بأن يصنع منك مفكراً ستراتيجياً، ولنا في عباس البياتي أو عالية نصيف، ناهيك عن محمود المشهداني نماذج لمفكّري العصر العراقي الجديد!
الفيلسوفة حنان الفتلاوي ، فاجأتنا في إعلانها الاخير على قناة دجلة بأن تركت النواح على زمن مضى ، وقررت أن تمسك بـ " ياخة " كارل ماركس ، وبلفتة طريفة تشرح لنا ما هي المادية الديالكتيكية ، ورغم أنّ هلوسة الفتلاوي أثارت حيرتي ، وكشفت عن الجهل الكبير الذي يتّسم به معظم نوّابنا ، إلّا أن حالة الفرح التي أصابت مقدم البرنامج ، وهو يتلقّى أول دروس الماركسيّة على يد النائبة الفتلاوي ، اصابتني بالحيرة من المفعول الذي تلعبه " الفلوس " في النفوس .
لا أريد أن أدخل في جدل مع الفيلسوفة فتلاوي ، حول موضوعات تخصّصَ بها المفكرون من أمثالها، لكن أريد أن أسأل سؤالا: هل تعتقد أن المواطن العراقي بلا ذاكرة ، وأن صمتها لمدة ثماني سنوات على الخراب لم يكن مدفوع الثمن ، وأن دفاعها المستميت عن الفشل منذ عام 2006 وحتى عام 2014 لم يتحوّل إلى أرصدة وممتلكات واقطاعيات ؟! ياسيدتي وأنت تخوضين معركتك مع المرحوم ماركس ، أتمنى عليك لو أخرجتِ من الأرشيف صورتك عام 2005 أيام الوظيفة في رئاسة الوزراء ، وقارنتيها بصورتك عام 2018 ، ربما ستدركين صحة كل ما كتبه المرحوم داروين في اصل "اصل الانواع".