اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: الشهرستاني بـ"المدريدي"!

العمود الثامن: الشهرستاني بـ"المدريدي"!

نشر في: 28 إبريل, 2018: 08:45 م

 علي حسين

من المؤكد أنّ رئيس الجمهورية ونوابه ومعهم رئيس الوزراء ورئيس البرلمان ، والسادة أصحاب المعالي النواب والوزراء يمتلك كل واحد منهم أكثر من جهاز تلفزيون. ومن المؤكد أنهم يشاهدون كيف تتعامل مع ملفات الفساد حتى وإن كانت ليست ذات أهمية ، أو أنّ الزمن تجاوزها . وأكيد أنهم تفرجوا مثلنا على السيدة كريستينا سيفيونتس وهي تقدّم استقالتها من منصب حاكم مدريد بعد أن انتشر مقطع فديو لها ، أتمنى أن لا يذهب بكم الخيال بعيداً وتعتقدون أنه فديو فاضح ، لا ياسادة الفديو تاريخه عام 2011 حيث تظهر فيه وهي تسلّم منتجات لحرس الأمن في احد المتاجر ، حيث اتهمتها الصحافة بأنها سرقت آنذاك عبوتين من كريم العناية بالبشرة بقيمة 40 يورو، وهي بالعراقي لاتتجاوزالستين ألف دينار.
60 ألف دينار فقط لاغير ، وقفت الحكومة الإسبانية ومعها الملايين تطالب بمحاسبتها ، فيما رفض حسين الشهرستاني عبور عتبة البرلمان ليجيب عن سؤال: أين اختفت أكثر من 30 مليار دولار من أموال الكهرباء ؟
في الأيام الماضية عاشت إسبانيا بأجمعها ملحمة بشرية في الدفاع عن قيمة النزاهة ، كان فيها المواطن الإسباني ، يعيش الأمل بأنّ ساستهم ومسؤوليهم لا يمكن أن يتسامحوا مع الخطا حتى وإن كان بسيطاً.
اعتذرت حاكمة مدريد وقدمت استقالتها ، ومعها شهادة نهاية عملها السياسي . واصر رئيس الوزراء الذي تنتمي لحزبه ان يقول للصحافة : إننا لن نسمح بخداع مواطن واحد. فيما نحن نعيش في ظلّ ساسة مصرّين على أن ينقلونا كلّ يوم في دهاليز الخراب .
حاكمة إسبانيا محاصرة بعدد من التهم ، فيما مسؤولونا يتمادون في الإنكار، ويستسهلون إلقاء المسؤولية على غيرهم، ويعلّقون الفشل على الشماعة تلو الشماعة، حتى تصير مهمتهم البحث الدائم عن الشمّاعات!
يحدثنا صاحب الكتاب الظريف " الولد الشقي " محمود السعدني ، في أحد فصول كتابه الممتع هذا ، عن المسؤول الذي يصرّ على أن يعيش المواطن في العصر الحميري أغلب حياته في ظلّ الوهم وفي ظلّ الخديعة، ويعيش في انتظار الوهم الذي سيتحقق بفضل قيادة وتوجيهات وتعليمات وإرشادات وتخطيطات الزعيم الملهم، الذي بسببه تتحول الديمقراطية إلى نكتة .
عودوا إلى كلمات حاكمة مدريد .. ودققوا جيداً في آخر أحاديث سليم الجبوري وهو يبرِّر الفشل والإخفاقات، واسألوا أين نحن، بعد خمسة عشر عاماً من الكلام عن الرفاهية والسيادة والمستقبل المشرق، وحكومات الشراكة، والمحاصصة اللطيفة، وسيادة القانون وإصرار محمود الحسن على انه نصير المظلومين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram