سلام خياط
1-2
بعض الكتب تنوشها الشيخوخة ، بلى،، بعدما أتخمت قراءة أو عرضاً .. إستهجاناً، او إستحساناً.. من بين تلك الكتب التي أودعتها الكيس الذي ذهبت به لمخزن ( الإحسان )
كتاب طيف ملون ،، لمؤلفته ( كارول سيمور )،، عن سيرة الشاعر : تي .إس .إليوت .
أودع الكتاب بتصفح أوراقه ، وقراءة الحواشي المرسومة على صفحاته،،، آجتزئ منها بعض النفثات قبل ان يفارقني الكتاب — أو أفارقه — دونما رجعة !
………..
كتاب مختلف منذ صفحاته الآولى .فقد تعرض بشكل تفصيلي لعلاقة الشاعر بزوجته (فيفيان وود ) وعلاقة الزوجة بالفيلسوف (برتراند راسل ) غض الشاعر عنها الطرف ظاهرياً ووجدها تنبع في قصائده كنافورة ماء .
إذا كان الشاعر في غنى عن التعريف لكثير من المثقفين في أوروبا وأميركا ..فهو أيضاً في غنى عن التعريف لجمهرة كبيرة من المثقفين العرب ،، سواء منهم الذين جاهروا بغموضه .أو الفئة التي وصمت بالتأثر الفاضح به بإستعارة صوره ك،، بدر شاكر السياب في العراق ، أو صلاح عبد الصبور في مصر .
تعزي مؤلفة الكتاب برودة العاطفة لدى الشاعر إزاء زوجته كنتيجة لتجربة تعرض لها .. والتي ستدمغ ببصمتها العميقة على مشاعره وسلوكه … بعد تعرفه على شاب يشاركه النزل وإسمه (جان فرديناند )،، والذي قضى نحبه في إحدى الغارات .. حل موت فرديناند كالصاعقة على إليوت .. فكتب أشهر قصاائده ( الأرض اليباب )من وحي ذاك الغياب . اما زوجته ( فيفيان وود )المليحة فقد تعرفت على الشاعر حين إنتسب لجامعة اوكسفورد لدراسة الفلسفة كانا في السادسة والعشرين من العمر …. بعد أسبوع من زواجه ، دعا الشاعر أستاذه ( راسيل ) لزيارته في شقته والتعرف على عروسه .. تلك الزيارة ، قلبت حياة الزوجين رأسا على عقب ..فعلى الرغم من ضآلة حجم ( راسيل ) وقصر قامته وذقنه المتدلي ، وأسنانه المنخورة الصفراء . إلا أن سحره كان طاغياًعلى كل من عرف من النساء.
منذ الأيام الأولى ، شجع (راسيل) الزوجة الشابة لإقامة علاقة عاطفية معه ، ووجدها(إليوت ) فرصة سانحة للتخلص من أعبائه الزرجية …ثم ابتهلها منة من السماء حين دعاه ( راسيل ) للإقامة معه في شقته الضيقة التي لا تتسع إلا لسرير أحادي تعتليه الزوجة فيما يتمدد ( إليوت ) قرب السلم في المدخل الصغير …
الضائقة المالية التي حاقت بالشاعر ، جعلته يتقبل عطايا راسيل بإمتنان ، ويرتضي إغراق( فيفيان )بالهدايا ، ويغض الطرف عن العلاقة التي توطدت بين الزوجة والمضيف.
يتبع