TOP

جريدة المدى > عام > التشيكلية سميرة عبد الوهاب: "الفردوس المفقود" أقرب المعارض إلى نفسي

التشيكلية سميرة عبد الوهاب: "الفردوس المفقود" أقرب المعارض إلى نفسي

نشر في: 1 مايو, 2018: 06:39 م

حاورتها: زينب المشاط
تصوير محمود رؤوف

 كانت هاوية للرسم كما ذكرت، حيث قدمت عام 1971 أولى معارضها الفنية كهاوية، بعد دراستها في مجال الإدارة والاقتصاد اتجهت الى معهد الفنون الجميلة للدراسات المسائية ودرست الفنون التشكيلية، شاركت في جميع المعارض المقامة في بغداد، وتلك التي شاركت بها وزارة الثقافة العراقية في الخارج، لتصبح بعدها محترفة في مجالها نتيجة المشاركات والممارسة، وأصبحت مديرة لقاعة بغداد التابعة لوزارة الثقافة والفنون، وكما ذكرت أن القاعة تعمل بمستوى ونسق خاص جداً ومميز، وكانت القاعة غير متاحة سوى لفنانين مميزين وعباقرة...

تحدثت المدى عن جانب بسيط من سيرة الفنانة، وكنّا راغبين بأن تتحدث هي بأسلوبها الخاص حيث ذكرت أنها "عملت العديد من المعارض والتي طرحت من خلالها نفسها كفنانة مختصة عام 1988، وفي عام 1996 أصبحت مديرة للمتحف الوطني للفن الحديث وقد سعيت لأدارته بشكل حضاري جداً، وفكرت بعدها أن أعمل لأسمي فحسب فتقاعدت واستمريت لتأسيس قاعة بغداد وتطوير عملها."
سميرة عبد الوهاب جعلت من جدران قاعة بغداد حُلم لأي فنان ليعلق لوحاته عليها، لأنها كانت دقيقة في اختيار اللوحات، وقد حققت هذه القاعة منجزات كبيرة، وخدمت الحركة الفنية التشكيلية بشكل رهيب، بعد قضائها 4 سنوات مغتربة في عمان وانتقلت الى السويد وعينت هناك كمديرة لإحدى الكاليريهات وحققت هناك أيضاً الكثير لاسمها كفنانة عراقية، ثقافية المدى قررت أن تحاور سميرة عبد الوهاب للحديث عن منجزها وعن الفن التشكيلي العراقي.
- كونك واحدة من روّاد الفن التشكيلي كيف وجدتِ المشهد التشكيلي الحالي مقارنة بالسابق؟
في السابق كان هنالك أسماء كبيرة امثال إسماعيل فتاح، وماهر السامرائي، وشاكر حسن وكانت للقاعات سياقات عرض لا نقبل إلا الشيء الرصين ، إلا أن الجيل التالي كانت تجاربه ضعيفة لأن الاهتمام بالحركة الفنية قلّ ولم يكن هنالك ضوابط يلتزم بها الفنان، فكانت التجارب ضعيفة وبعضها هزيلة، نقول إن هذه الفترة زائلة، أما اليوم فأجد أن هنالك تجارب مميزة من خلال زيارتي لجمعية الفنانين التشكيليين حيث كان هنالك معرض مقام للشباب، وقد فوجئت بما شاهدته من أعمال حرفية وهذا طمأنني جداً، فجمعية الفنانين التشكيليين مؤسسة رصينة ودقيقة في اختياراتها وهذا شيء مميز ومهم ، ويؤكد إن حركة الفن التشكيلي العراقي سائرة بخطى صحيحة إلا إننا ويؤسفني القول نفتقر جداً للقاعات التشكيلية لعرض الأعمال في وقتنا كانت القاعات كثيرة وكان الحماس والتنافس متقدين .
- أعمال الفنان التشكيلي تشبه أولاده، ما هي الأعمال الأقرب الى نفسك؟ وهل هنالك جديد لكِ؟
لا أحب أن أطلق التسميات على أعمالي، فأنا أقدم المعرض متكاملاً تحت اسم واحد، وتكون الاعمال المقدمة فيه ذات ثيمة واحدة وموضوعة واحدة، من أقرب المعارض الى نفسي معرضي الأول الذي قدمته كتشكيلية محترفة والذي يحمل عنوان "الفردوس المفقود" وبعد 10 سنوات قدمت معرضاً ثانياً بعنوان "الفردوس المستعاد" وسُئلت وقتها فيما لو استعدت فردوسي، ولكني لم استعيده حتى الآن ، أنا فقط على آمل استعادته أحياناً دائماً، أيضاً قدمت معرضاً آخر بعنوان "سكون ملون" وأحاول في كل معرض أن أقدم ما بين 20 الى 30 عملاً تمثلني، أما عن جديدي فبكل تأكيد أسعى على الدوام لأن يكون لي عمل جديد.
- رغم الاغتراب كيف يحافظ الفنان العراقي على هوية العمل؟
حين نبتعد عن وطننا نتمسك بجذوره أكثر، وأنا من المصابين بمرض الوطن والانتماء، فخروجنا اضطراري وليس اختياري، ولا ترفاً، الحنين الى بلادك هو الذي يُعكس على عمل الفنان وبذلك تكون لأعماله هوية ذلك الحنين.
- كيف قدمتي الوجع العراقي في أعمالك ؟
اللوحة خلاصة ما يشعر به الفنان، أنا أرسم التجريد، والوجع غالباً ما يُكرّس في الألوان، وأشعر أني استطيع وضع جلّ مشاعري في الخطوط والألوان التي استخدمها لهذا تجديني غالباً ما استخدم اللون القاتم أو الأسود في أعمالي وأنا هنا لا أطفئ بريق الأمل بل على العكس فأنا أتعامل مع اللون الأسود بشكل فلسفي فهو لا يعني محو جميع الألوان بل هو اللون الجامع لكل الألوان وهذا يعني هنالك أمل كبير رغم الألم.
- اختلاطك بالغرب بالتأكيد أثر على اسلوبك، فما هي التغيرات التي طرأت على أعمالك؟ وكيف استقبلك الجمهور الغربي كفنانة عربية؟
بالطبع مد الجسور وتلاقح الثقافات واللقاء بفنانين كل واحد فيهم يحمل هوية وثقافة بلد ما من شأنها أن تحدث تغيرات على الاسلوب، إضافة الى الحوارات التي تجمعنا نحن الفنانين، إضافة الى تجاربنا وثقافتنا، فالفنان بالنهاية يؤثر ويتأثر، أما عن استقبال الجمهور لي هناك، فكانوا على دراية تامة وانبهار كبير باللون العراقي وروحية الفن العراقي، خاصة إننا نستخدم الألوان الحارة كون الإنسان ابن بيئته، وهم لديهم تجارب باهتة اللون، حين قدمت معرضاً في السويد حضره مدير الشؤون الثقافية للبلدية هناك، وألقى كلمة أكد فيها ان ما عاشه في معرضي هو مهرجان لوني مليء بالوهج والحرارة، وأكد إن هذه اللوحات تحمل الهوية العربية، وأنا الآن عضوة في ثلاث جمعيات سويدية أعمل بشكل كبير ومتواصل، ليصبح الفن العراقي هناك يُشار له بالبنان وهذا ما أتلمسه اليوم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

وجهة نظر: كيف يمكن للسرد أن يحدد الواقع؟

تخاطر من ماء وقصَب

مقالات ذات صلة

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا
عام

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

ماكس تِغمارك* ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي بين كلّ الكلمات التي أعرفُها ليس منْ كلمة واحدة لها القدرة على جعل الزبد يرغو على أفواه زملائي المستثارين بمشاعر متضاربة مثل الكلمة التي أنا على وشك التفوّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram