علاء المفرجي
عندما سئل جيل جاكوب مدير مهرجان كان السينمائي عام 1998 ، عن السبب في عدم مشاركة الأفلام العربية في المهرجان قال: لم يترشح فيلما عربياً يستحق المشاركة او يكون مستوفيا لشروط المهرجان المعروفة، وهو الجواب الذي أثار حينها عواصف من النقد لهذا تصريح هذا الرجل الذي امضى اكثر من ثلاثين عاماً، بين من اتهمه بالعنصرية، واتهمه ب(محاباة اسرائيل وهي التهم الجاهزة حينها.
فمهرجان كان السينمائي من أهم الأحداث التي تستضيفها فرنسا ومدينة كان تحديداً. وهو اكتسب أهمية كبرى بعد الحرب العالمية الثانية لدوره في إنعاش السياحة والاقتصاد في المدينة البحرية. ولعله واحدا من اهم الاسباب التي منحت هذه التظاهرة فرادتها و أهميتها بين التظاهرات السينمائية الاخرى. هي الميزات الخاصة و المختلفة التي تنفرد بها كل دورة من دوراتها فضلاً عن إثارتها الجدل و مواكبتها أحدث الاساليب و التطورات في صناعة الفيلم. وان كانت فرنسا و هي احدى الحاضنات الاساسية لانطلاقة هذا الفن قد تخلفت نسبياً في الصناعة قياساً لمعقل كبير مثل هوليود فأنها قد استعاضت عن ذلك بامكانياتها باحتضان خلاصة الانتاج السينمائي العالمي على شواطئ الريفيرا الساحرة كل عام.
فعلى مدى عشرين عاماً من تصريحات جاكوب قطعت السينما العربية أشواطاً لابأس بها من التطور من حيث تأهيل المشاركة في كان، فقد كانت حاضرة بشكل متواضع في بعض الفعاليات كـ"نظرة ما"، والمسابقات الأخرى للأفلام القصيرة. علماً أن الفيلم العربي الوحيد الذي حصل على جائزة السعفة الذهبية في "كان" عام 1975، هو فيلم و"قائع سنين الجمر" للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة. وكان الحضور العربي الأبرز هو عام 97 و فيلم "المصير" للمخرج المصري يوسف شاهين، الذي ترشح لجائزة السعفة الذهبية عام 1997، لكنه رغم كل التوقعات بفوزه، لم ينل أي جائزة. لكن حصل مخرجه الراحل على جائزة الدورة الخمسين للمهرجان، تكريماً لمجمل أعماله.
وباستثناء المخرج الفلسطيني ايليا سليمان الذي فاز بجائزة التحكيم الكبرى عام 2002 عن فيلمه (اليد الإلهية)، اقتصرت المشاركات العربية على الحضور في المسابقات الأخرى مثل (نظرة ما)، (اسبوع النقاد)، (سوق الفيلم) وغيرها.
فقد تم أختيار الفيلم التونسي "علوش" للمخرج لطفي عاشور، للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة،.والفيلم المصري "اشتباك" للمخرج محمد دياب، بطولة نيللي كريم وهاني عادل، الذي افتتح عروض قسم "نظرة خاصة". و الفيلم الفلسطيني "أمور شخصية" للمخرجة مها حج أبو العسل،
وضمن تظاهرة "أسبوع المخرجين" فيلم "الهبات" للمخرجة المغربية الفرنسية هدى بنيامينا، وفيلم "دورة فرنسا" لرشيد جعيداني.
وضمن تظاهرة "أسبوع النقاد" يشارك فيلم اللبناني فاتشيه بولغورجيان "ربيع"، وكذلك فيلم (كيلو متر صفر) للمخرج الكردي هينر سليم.
تظاهرة هذا العام ستشهد سابقة وفتحاً جديداً للسينما العربية حيث يشارك فيلمان في المسابقة الرسمية وهي المرة الأولى خلال واحد وسبعين دورة للمهرجان، فقد اختار المهرجان فيلم نادين لبكي (كفر ناحوم) تجري أحداثه الفيلم في قرية شرق أوسطية لا يتم تحديدها، لكن ينطبق عليها الوضع السيىء الذي تعيشه المنطقة من الناحيتين الأمنية والسياسية. والفيلم الآخر (يوم الدين) للمخرج المصري ابو بكر شوقي الفيلم يتناول حياة رجل صعيدي في منتصف عمره، ترعرع داخل مُستعمرة للمصابين بالجُذام، يغادر هذه المستعمرة، وينطلق برفقة صديقه وحمار خلال رحلة عبر أنحاء مصر؛ في محاولة لمعاودة الاتصال بعائلته من جديد، حيث يتناول “يوم الدين” موضوعاّ شديد الإنسانية عن مرض الجذام من خلال قصص حقيقية لبعض المرضى..
هذا بالاضافة الى أفلام أحدهما في (قسم نظرة ما) وهو (قماشتي المفضلة) للسورية غايا حاجي، و(صوفيا) للمغربية مريم مبارك.