إياد الصالحي
الى متى يبقى اتحاد كرة القدم يدير شؤونه على وقع أصداء الأحداث وردود الأفعال والانفعال، وكأنه غير معني بمصير اللعبة التي انتخب للمحافظة على مصالحها وحمايتها من أيّ ضرر بما في ذلك الإيقاف الدولي "المعزوفة الممّلة" التي صدّع رؤوسنا بها طوال السنين الفائتة ليس حرصاً منه على كرتنا، بل خشية فقدانه الثقة وزوال مواقع الأشخاص سواء بقرار القضاء أم الفيفا!
فبعد تصريح عضو الاتحاد محمد جواد الصائغ، بأن مجلس الإدارة سيكتب الى الاتحاد الدولي يطالبه بإيقاف إجراءات رفع الحظر الدولي نكاية بموقف وزارة الشباب والرياضة التي حدّدتْ مبلغاً قدره 425 مليون دينار عن تأجير ملعب (جذع النخلة) في البصرة لمباراة الوطني مع شقيقه الأردني التي جرت يوم 1 حزيران 2017، وأثار بتصريحه هذا استياء الشارع الرياضي لعدم وجود ربط موضوعي بين قضية تسوّى في المحاكم وبين ملف صبر العراق أربعة عقود من اجل انتزاع حقه فيه وأعاده جزئياً في ثلاثة ملاعب، بعد ذلك خرج علينا نائب رئيس الاتحاد شرار حيدر يهدد بلسان زملائه في الاتحاد أنهم أوشكوا باتخاذ قرار إيقاف النشاط الكروي بعد مباراة فلسطين المؤمل أن تجري بعد غدٍ الثلاثاء في ملعب جذع النخلة، بسبب ما اسماه محاولة البعض إيقاع مجلسي الاتحاد السابق وبعض من أعضاء الحالي في قضية "كيدية" لدى المحاكم تستهدف إقصاءهم من العملية الانتخابية المرتقبة يوم 31 أيار المقبل، أي لا مساس للاتحاد مالياً وقضائياً إلاّ بعد أن يطمئن مسؤولوه تماماً على وجودهم في ولاية ثانية وثالثة وربما رابعة للبعض!!
أية فلسفة هذه يريد تعميمها اتحاد كرة القدم وهو يعي جيداً انها تتقاطع مع واقعه على الأرض وليس في الخيال، هناك قضاء ينظر في ملف هدر مالي خاص بخليجي 21 في المنامة وحدّد يوم 20 أيار الحالي للنظر فيه، والمتهمون اطلق سراحهم بكفالة، ومثلما لدى الحكومة أوراق وثبوتات ودعائم تدين مجلس الاتحاد بالخروق، يفترض لدى اعضاء الاتحاد الحالي والسابق ما يدحض ذلك من دون التأثير في القضاء من خلال بيانات وتصريحات إعلامية تؤلّب الرأي العام بأن هناك مؤامرة وضغطاً ومكيدة تواجه الاتحاد ولا مهرب أمامه سوى إيقاف أنشطته حتى تتدخل الحكومة بسحب الدعوى وتوقِف الإجراءات.
ما تحدث به شرار حيدر للزميل عمر رياض في برنامجه الحكم الرابع من قناة العهد الفضائية يمثل دليلاً دامغاً على وجود اتهامات متبادلة بين الوزارة والاتحاد عن قضايا مختلفة لابد أن ينظر بها القضاء بعيداً عن تدخل الحكومة أو الفيفا، والغريب أن الاتحاد لا يتأخر لحظة عن اظهار وثائق مديح الآخرين بعمله أو رسائل الفيفا الخاصة بأزمة رفع الحظر وغيرها وحتى في موضوعة التهمة الكيدية حسب وصف شرار، لكن لماذا يمتنع الاتحاد عن إظهار رسالته الى الفيفا عبر وسائل الإعلام كي تكون الصورة واضحة والمضمون شامل وتوثّق الحقائق المدرجة فيها بلا رتوش؟
كنت أتوقع من الزميل عمر أن يسأل ضيفه شرار، أنتم تطالبون الحكومة بسحب الدعوى لأنها كيدية وفق تصوّركم وما تمتلكون من أدلة مطمئنة، ترى لماذا لم يتدخل الفيفا عندما أهتزّ كرسي رئيسه باحتجاز عدد من قادته واقتيادهم الى المحكمة ثم غادر موقعه بعدها غير مأسوف عليه؟ ليس من حق الفيفا التدخل قضائياً، بل من حق الدولة أن تحاسبكم على كل دينار عراقي أين ينفق وكيفية تبويبه ومدى صلاحيتكم في الموضوع المتعلّق بمكافآت الفوز في خليجي 21؟ الكلمة العليا لدى القضاء وعليكم أن تلتزموا بها، أما توقيت جلسة المحكمة قبل الانتخابات بأيام معدودة هذا لا يعطيكم الحق بالضغط على الحكومة والتلميح بالعقوبات الدولية من أجل إزالة المانع القانوني في طريق دخولكم الانتخابات.
اللامستغرب، أن يلتزم المشاور القانوني لاتحاد الكرة الصمت في هذا الموضوع متناسياً تأكيداته للإعلام، أن ملفات المرشحين للانتخابات تدقّق بعناية وخاصة في مسألة النزاهة والمحاكم، فكيف تم قبول ملفات مرشّحين مطلوبين للقضاء بتهمة إهدار المال العام؟