TOP

جريدة المدى > عام > سعد محمد رحيم .. رحيل الكراكي

سعد محمد رحيم .. رحيل الكراكي

نشر في: 5 مايو, 2018: 06:10 م

وارد بدر السالم
في التجييل الإبداعي ومع المسلّمات النقدية الراصدة للحركة الإبداعية ، سيكون الراحل المبدع سعد محمد رحيم أحد أعمدة الساردين الثمانيين القلائل الذين واصلوا الكتابة حتى آخر لحظة في تطويع التجربة الشخصية وإملائها بالجديد من المهارات الفنية، وبالرغم من مرور حوالي 30 سنة على تجربته الإبداعية إلا أنه تمكن من أن يحدّث تجربته القصصية والروائية والفكرية بطريقة مثالية ، مواصلاً الكتابة والتأمل الفكري والجمالي روايةً وقصةً ومباحثَ ثقافية متعددة ونقدية راصدة للمسارات الروائية العراقية في جديدها المتراكم.
تجربة الراحل سعد غنية ومثيرة أيضاً. لم تنقطع تحت وطأة ظروف وطنية كثيرة. وعندما حصل على جائزة كتارا ومن ثم الترشح الى جائزة البوكر في القائمة القصيرة ، كان على موعد مع شهرة عربية جاءت متأخرة على تجربته ، غير أن مثل هذه الشهرة وفي مثل هذه الجوائز العربية المتقدمة مدّت فيه روح الإبداع أكثر ولم يستكنْ لبريق الجوائز بل ظل مواظباً على الكتابة ، وأصدر عدداً من الكتب أبرزها روايته ( فسحة للجنون) وهي الرواية التي تلت (مقتل بائع الكتب) التي حصدت مقالاتٍ نقدية عربية وفيرة هيأت الراحل لأن يكون ضمن صدارة المبدعين السرديين العراقيين.
في تجربته الكتابية كان هناك خطان متوازيان سارا بطريقين واضحين. الأول هو ما اعتاده من سرديات قصصية وروائية كان آخرها ( ظلال جسد.. ضفاف الرغبة). والخط الثاني هو ما أصدره من مقالات فكرية وثقافية أنموذجية في رصد الحالة الفكرية والجمالية عبر بوّابات الإيديولوجيا الضامنة للجدل المعرفي والجمالي في أطروحات الفكر والإعلام والاستهلاك والماركسية وثقافة العولمة وغيرها. وسار هذان الخطان متوازيين ليكشفا الكثير من تأملات الراحل في الحياة الثقافية والفكرية والإيديولوجية ، ليكون من القلة القليلة التي مارست الكتابة النقدية والتأملية الى جانب سرديات الرواية والقصة القصيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

وجهة نظر: كيف يمكن للسرد أن يحدد الواقع؟

تخاطر من ماء وقصَب

مقالات ذات صلة

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا
عام

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

ماكس تِغمارك* ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي بين كلّ الكلمات التي أعرفُها ليس منْ كلمة واحدة لها القدرة على جعل الزبد يرغو على أفواه زملائي المستثارين بمشاعر متضاربة مثل الكلمة التي أنا على وشك التفوّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram