TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: قرار غير سديد للعبادي بخصوص الفساد!

شناشيل: قرار غير سديد للعبادي بخصوص الفساد!

نشر في: 6 مايو, 2018: 08:54 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

إذا كان صحيحاً ما أفاد به"مصدر في مجلس الوزراء"أول من أمس، فإن رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يكون قد ارتكب خطأً كبيراً في حقّ العراقيين كلّهم، ذلك أنّ القضية موضوع الخطأ هي ممّا يشكّل الآن الهمّ الأول والأكبر للعراقيين بعدما انزاح عن كواهلهم همّ الاحتلال الداعشي.
المصدر في مجلس الوزراء نُسِب إليه القول بأنّ السيد العبادي"عطّل"تفعيل 1700 ملف فساد إداري ومالي يمسّ بعضها شخصيات وزارية ونيابية الى ما بعد انتخابات السبت المقبل. وبحسب المعلومات فإن هذه الملفات تسلّمها رئيس الوزراء من الفريق الدولي المكلّف مراجعة وتدقيق قضايا الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة المختلفة، وقرّر عدم إحالتها الى القضاء في الوقت الراهن وتأجيل تفعيلها إلى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات، برغم أنّ"بعض الملفات تتعلق بفساد مالي ضخم وارتباطات بجماعات مسلّحة إرهابية وجهات أجنبية، وقد وردت أسماء شخصيات عراقية بارزة فيها، ومنها وزراء ونواب".
وبرّر المصدر الفعل المنسوب الى رئيس الوزراء في هذا الخصوص بأنّ"العبادي يريد كشفها بعد إعلان النتائج، لكي لا تُحسب دعاية انتخابية موجّهة ضد خصومه في الانتخابات"!
من الصعب القبول بهذه الذريعة، فأحد أهم وعود العبادي في برنامج حكومته يتعلّق بمكافحة الفساد الإداري والمالي، وأصبح ذلك الوعد تعهّداً قاطعاً في ورقتي الإصلاح اللتين قدّمهما العبادي وأقرهما مجلس النواب في صيف 2015 بعد اندلاع أكبر حركة احتجاجية في تاريخ العراق. ولطالما ربط العبادي ربطاً صحيحاً بين الفساد والإرهاب، وتوعّد الفاسدين والمفسدين بحرب شبيهة بالحرب ضد داعش.
غير الفاسدين والمفسدين ما كان لعراقي أن يلوم العبادي على تسليم ملفات الفساد إلى القضاء قبل الانتخابات، بل إنّ هذا كان ولم يزل مطلب العراقيين الملحّ. ما كان يتعيّن على العبادي إظهار أيّ نوع من الاحترام والتقدير لخصومه ماداموا فاسدين.
تقديم ملفّات الفساد المشار إليها إلى القضاء قبل الانتخابات كان سيكون أكثر جدوىً لأنه كان سيحول دون ترشّح الكثير من الفاسدين إلى الانتخابات، فها هي الأغلبية من القوائم الانتخابية تحفل بأسماء العديد من الفاسدين والمفسدين والفاشلين الطامعين بالسلطة والنفوذ والمال، وكان في صلب المصلحة الوطنية قطع الطريق المؤدية إلى البرلمان عليهم، وتركهم ليواجهوا العدالة وينالوا ما يستحقون من عقاب.
الظنّ ليس كلّه إثم، ولن يكون من الإثم الظنّ أو الخشية من أن يكون قرار العبادي بتأجيل فتح ملفات الفساد الكبيرة الى ما بعد ظهور نتائج الانتخابات على علاقة بالمساومات والمناورات والمداورات المتوقعة غداة الإعلان عن نتائج الانتخابات وعشيّة تشكيل الحكومة الجديدة.
نرجو ألّا يكون الأمر كذلك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram