TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: حمد الموسوي وفائض النهب

العمود الثامن: حمد الموسوي وفائض النهب

نشر في: 6 مايو, 2018: 09:07 م

 علي حسين

منذ حادثة اختفاء الناشطة " المدنيّة " عواطف النعمة ، اكتشفتُ أنّ ولعي بمتابعة أخبار السياسيين قد تغيّر . انخفضت قراءتي لتحركات عالية نصيف ، وقلّت متابعتي لتصريحات محمود الحسن ، واستبدلتُ أخبار عباس البياتي وملحمته في الاستنساخ ، بنظرية حمد الموسوي في فائض القيمة .
ولهذا سأصدّع رؤوسكم بالحديث عن صاحب " عيش مدني " ولكن قبل هذا اسمحوا لي أن أتحدث عن رجل لعب دوراً كبيراً في حياتي منذ أن قرأتُ أول سطر من كتاباته ، وأتمنى أن لايذهب بكم الظن ، وتتوقعوا أنني أتحدث عن باقر جبر الزبيدي ، وكتابه الشهير " تجربتي " .
أصبح كارل ماركس أحد أشهر فلاسفة العالم، لانعرف كم كتاباً كُتب عنه، إذ بين اليوم وغداً تضاف إليها دفعة جديدة من الدراسات التي تريد أن تحلل أُسطورة الرجل الذي أشعل معظم ثورات القرن العشرين.
قبل أسابيع عدتُ لقراءة كتاب أريك هوبزباوم " حكايات عن ماركس والماركسية " حيث يحاول المؤرخ الشهير ردّ الاعتبار للألماني الذي مات معدماً، فنراه يطرح سؤالاً مهماً: لماذا نقرأ ماركس اليوم ؟
هذا السؤال طرحته على أحد الزملاء، وأنا أتابع حديث حمد الموسوي ، وهو يشرح لنا نحن " الجاهلين " بشؤون الاقتصاد نظريته في إدارة الموارد المالية للدولة ، فالرجل يقول إنه لولا متاجرته بالعملة وشراءها بالأحتيال من البنك المركزي العراقي ، لما استطاعت الحكومة أن تدفع الرواتب للموظفين ،وبعد لحظات يفجِّر حمد سميث مفاجأة من العيار الثقيل ، فيقول في إعلاناته المموّلة ، إنّ الأموال التي يحصل عليها من مزاد العملة ،هي التي تضبط حركة الاقتصاد العراقي .
إذا سألتني هل فهمت شيئاً ، سأقول لك إنني عانيت في حلّ لغز كتاب ماركس راس المال ، لكنني في النهاية استطعت أن أدرك أنّ قيمة أيّ سلعة تساوي قيمة العمل الذي استغرقته ، أما قيمة العمل الذي يقوم به حمد الموسوي ، فهو أن تربح ملايين الدولارات عن طريق الاحتيال فقط .
هكذا إذن علينا أن نستبدل التنمية والإنتاج ، بخطب حمد سميث الذي اصبحت متعته الوحيدة أن يقدّم للعراقيين خلطة مثيرة للضحك، يتجمع فيها نثار الكلمات التي لا تنتمي إلى عصر وزمان.
في الطريق إلى العصر العراقي الجديد، نتأمّل حال العراقي اليوم ونجد أننا أهملنا ما كتبه إبراهيم كبّة ومحمد سلمان حسن ومحمد حديد في بناء اقتصاد وطني ، وتمسّكنا بهلوسات حمد عن فائض النهب!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram