adnan.h@almadapaper.net
عدنان حسين
هذا الدفق المتصاعد من الشكوك والمخاوف من حدوث تلاعبات في العملية الانتخابية له ما يبرّره .. هذا ما يتعيّن على المفوضية العليا للانتخابات أن تتفهّمه تماماً وتقدّره كل التقدير لتستطيع أن تؤدي مهمتها الوطنية الكبرى بكل أمانة وشرف.
ما يسوّغ هذه الشكوك والمخاوف أن عمليات الانتخاب السابقة، البرلمانية والمحلية سواء بسواء، شهدت جميعاً خروقاً وانتهاكات. هذا أمر ثابت برغم النفي المتكرّر المُعتاد من إدارات المفوضية السابقة. وما يسوّغ هذه الشكوك والمخاوف أيضاً أن هناك معلومات تفيد بإمكانية اختراق النظام الإلكتروني الذي ستعتمده المفوضية في العدّ والفرز في الانتخابات الوشيكة. ومن الثابت أنه لا يوجد نظام إلكتروني غير قابل للاختراق،
في آذار الماضي اضطر مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ورئيس مجلس إدارته، مارك زوكربيرغ، الى الاعتذار العلني في عدة صحف اميركية وأوروبية رئيسة الى مستخدمي الموقع البالغ عددهم ملياري نسمة، عن فضيحة كبرى بشأن انتهاك خصوصية بيانات المستخدمين. وأوضح في بيان الاعتذار أن اختباراً طوّره باحث جامعي "سرّب بيانات فيسبوك الخاصة بملايين الأشخاص في العام 2014"، وأضاف "كان ذلك خرقاً للثقة، وأنا آسف لأننا لم نقم بالمزيد آنذاك. نقوم حالياً بخطوات لضمان عدم حدوث ذلك مجدداً". ومعلوم أن فيسبوك اتّخذ كل الاحتياطات اللازمة لتحصين خدمته، ولم يفلح تماماً برغم إمكاناته الهائلة التي تفوق إمكانات دول عظمى.
القوى المتنفّذة الطامحة إلى البقاء في السلطة هنا في العراق، برغم فشلها الذريع في إدارة الدولة والمجتمع لأكثر من عشر سنين، لن تكفّ عن السعي لتزوير إرادة الناخبين مثلما فعلت في الماضي بمساعدة المفوضيات السابقة وأجهزة أخرى في الدولة، والمعلومات المتداولة الآن عن طرق وأساليب فنية متطورة للاحتيال والتزوير ليست من دون أساس، ويتعيّن على المفوضية العليا أن تأخذها في الاعتبار وأن تحملها على محمل الجدّ والاكتراث. عليها حسبان كل الاحتمالات ووضع ما يلزم لمواجهة كل احتمال، وعليها إصاخة السمع للشكاوى والاعتراضات المحتملة على نتائج الانتخابات بعد الإعلان عنها.
بأمّ العين نشهد الآن تجاوزات خطيرة على العملية الانتخابية، فثمة عمليات تسقيط شنيعة، وثمة تجاوزات على قانون الانتخابات والنظام الانتخابي، وثمة اعتداءات على المرشّحات والمرشّحين ولوحاتهم الدعائية، بل وصلت هذه الاعتداءات الى حدّ اغتيال أو محاولة اغتيال بعض المرشحين ... القوى التي ترتكب مثل هذه الممارسات لن تتورّع أبداً عن السعي لتزوير نتائج الانتخابات إلكترونيّاً هذه المرة مثلما كانت تزوّر يدويّاً.