علاء المفرجي
يبدو انه مازالت تلك المقولة التي تردد منذ زمن تحمل صحتها وتثبت جدارتها، من ان ثلاثة أحداث عالمية هي التي تستقطب اهتمام الناس وتجمعهم، وهي الاولمبياد، ومسابقة ملكة جمال الكون، ومهرجان كان السينمائي.. واذا كان تلك المسابقات قد خف بريقها، إلا أن مهرجان كان السينمائي مازال يحظى باهتمام منقطع نظير.
فالمهرجان الذي يرجع تأسيسه إلى سنة 1946. وهو يقام كل عام عادة في شهر أيار، في مدينة كان جنوبي فرنسا. يوزع المهرجان عدة جوائز أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم. مركز إقامته قصر المهرجانات في شارع لاكروازييت الشهير على سواحل خليج كان اللازوردية. انطلقت دورته الأولى في أيلول عام 1939. ولم يكد يمضي إلا يومين حتى نشبت معركة حربية من معارك الحرب العالمية الثانية التي أجلت إقامة المهرجان الى عام 1946. وتوقف المهرجان بعد ذلك خلال تاريخه أكثر من مرة، ربما آخرها عام 1968 أيام انتفاضة الطلاب.
والمهرجان الذي تلقي أزمة التحرش الجنسي بظلالها على صناعة السينما بعد زلزال وينستاين الذي كانت هوليود مركزاً له، يتميز بالحضور السينمائي الكبير والمتنوع الذي يرافقه، فلا يلتقي هذا الكم من السينمائيين من جميع أنحاء العالم في وقت واحد كما يحصل في مدينة كان خلال المهرجان، مثلما يتميز بالتجديد والقدرة على مواكبة الموجات الفنية الجديدة، بل ودعمها، وربما خلقها في رحم المهرجان وأروقة الدورات المقامة، وبتنوع جوائزه من عام لآخر مع استقرار الجوائز الأصلية للمهرجان.
ولعل ما يميز دورة (كان) هذا العام هو افتتاحه بفيلم المخرج الإيراني الشهير أصغر فرهادي (الجميع يعلم)، وسط توجه المهرجان للانفتاح على السينما الآسيوية والشرق أوسطية. ويشارك في بطولته خافيير بارديم وبينيلوب كروز،ويعود آخر افتتاح لمهرجان كان لفيلم غير معروض بالفرنسية أو الإنجليزية إلى العام 2004، حيث افتتح المهرجان بفيلم المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار (التربية السيئة).
وسيشهد المهرجان سباق محموم بين نجوم الإخراج الذى يحتفى بهم المهرجان منهم السويسري جان لوك جودار واحد من اهم أعضاء حركة الموجة الفرنسية الجديدة والذي لايتخلف بالعادة عن حضور هذه التظاهرة المهمة ، ويشارك ايضا الإيطالي ماتيو جارون الذي قدم قبل ثلاثة اعوام فيلم «حكاية الحكايات» من بطولة النجمة سلمى حايك ، ويفاجأ المهرجان بمشاركة صاحب مالكوم إكس المخرج الأمريكي سبايك لي ، كما حرص المهرجان على السعي بحضور المخرج الايراني المعارض جعفر بناهي، والمخرج الروسي كيريك سيريبرينيكوف الموضوع في الاقامة الجبرية في موسكو، فعاليات المهرجان فقد اختير فيلم بناهي الممنوع من العمل في بلاده وعنوانه (ثلاثة وجوه) للمشاركة في المسابقة الرسمية. وكان بناهي فاز في 2015 بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عن "تاكسي" الذي صور داخل سيارة أجرة . ويعد بناهي من أهم المخرجين في الموجة الجديدة للسينما الإيرانية.
أما المخرج الروسي فدعي لعرض فيلمه (الصيف) وهو ينافس على جائزة السعفة الذهبية التي تمنح في 19 أيارحسب فريمو.
وإضافة الى النجمة كيت بلانشيت التي تم اختيارها كرئيسة للجنة التحكيم هذا العام ، وهى الثانية عشرة التي تترأس هذه اللجنة..
احتفت هذه الدورة بعدد من أهم مخرجات السينما فستشارك ثلاث مخرجات في المسابقة الرسمية هذا العام، هن اللبنانية نادين لبكي عن (كفر ناحوم)، والفرنسية إيفا هوسون عن (بنات الشمس)، والإيطالية أليس روه فاشر التي تقدم فيلم (سعيد مثل لازارو)..