TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: عن "خطّة" الانقلاب البعثي

شناشيل: عن "خطّة" الانقلاب البعثي

نشر في: 9 مايو, 2018: 07:31 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

لم تُثرني أو تستفزّني هذه المعلومات التي تداولتها أخيراً مواقع إلكترونية عدّة، فضلاً عن حسابات موقعي التواصل الاجتماعي، فيسبوك وتويتر، وجرى تبادلها عبر مجموعات واتساب وفايبر أيضاً، وكان أول تعليق لي عليها: ما الجديد..؟
المعلومات أفادت بأنّ البعثيين قد أعدّوا عدّتهم للعودة عن طريق الإعلام ومؤسسات الدولة الرئيسة، وبخاصة البرلمان بالاندساس فيه عبر الترشّح على قوائم انتخابية مجازة مثل القرار العراقي والوطنيّة وتضامن وكفاءات للتغيير، وأن هناك "جهات شيعية متورّطة" في هذه الخطّة التي وُصِفت بأنها مُحكمة وجرى التدرّب عليها في العاصمة الأردنية عمّان وعاصمة إقليم كردستان العراق أربيل.
بعيداً عن التفاصيل، وهي غير مملّة في الواقع، فإنني لم أجد في الأمر جديداً، ولهذا علّقتُ على منشور في فيسبوك لأحد الزملاء في هذا الخصوص بالآتي: "وما الجديد؟ .. البعثيون، بل أسافلهم، موجودون في البرلمان الحالي والسابق والأسبق والحكومة الحالية والسابقة والأسبق، وهم يديرون أهم المفاصل في الوزارات ومؤسسات الدولة.. والسبب أنّ الإسلاميين الحاكمين يفضّلونهم على الشيوعيين والديمقراطيين وسائر الوطنيين، لأنّ هؤلاء نزيهون وأكفاء والبعثيون (الأسافل منهم الذي تحوّلوا إلى إسلاميين) أدوات طيّعة للفساد".
هذا الرأي كتبتُه، في هذا العمود بالذات، مرّات عدّة في السابق، وهو تقرير لواقع حال، فمعظم الوزراء والمدراء الإسلاميين تحديداً، شيعة وسُنة، كانوا دائماً يقرّبون إليهم البعثيين من مرؤوسيهم، وبخاصة الأسافل وليس الأشراف من البعثيين، وجعلوا منهم معتمديهم في إدارة شؤون الوزارات والمؤسسات وفي تنفيذ عمليات الفساد الإداري والمالي القذرة. رئيس الوزراء السابق نوري المالكي هو مَنْ اختطّ سنّة الاستثناء العشوائي المصلحي من قانون المساءلة والعدالة، فأتاح لبعثيين أسافل الوصول الى البرلمان والحكومة وسائر مؤسسات الدولة، فوضع الأساس الصلد لسابقة ظلّت مرتكزاً في جهاز الدولة.
المعلومات المشار إليها أعلاه أفادت أيضاً بأن البعثيين يتدرّبون الآن جيداً على تقديم أنفسهم الى الرأي العام في صورة جذّابة. في الواقع لا يحتاج البعثيون ولا غيرهم إلى كثير من التدريب .. ما عليهم سوى أن يوجّهوا الأصابع إلى الأخطاء والخطايا التي ارتكبها الإسلاميون في إدارة الدولة والمجتمع على مدى الثلاث عشرة سنة الماضية، وهي كثيرة للغاية، وجداً جداً. إصرار الإسلاميين على التشبّث المستميت بالسلطة من دون النظر بتعمّق في الأخطاء والخطايا والاعتراف بها والاعتذار عنها وتوسّل سبيل آخر للإدارة، هو ممّا يؤدي خدمة لا تُقدّر بثمن للبعثيين ولسواهم ممّن يريدون القفز إلى السلطة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: ماذا يريد سعد المدرس؟

العمودالثامن: الخوف على الكرسي

العمودالثامن: لماذا يطاردون رحيم أبو رغيف

العمودالثامن: قضاء .. وقدر

لماذا دعمت واشنطن انقلابات فاشية ضد مصدق وعبد الكريم قاسم؟

العمودالثامن: أين لائحة المحتوى الهابط؟

 علي حسين لم يتردد الشيخ أو يتلعثم وهو يقول بصوت عال وواضح " تعرفون أن معظم اللواتي شاركن في تظاهرات تشرين فاسدات " ثم نظر إلى الكاميرا وتوهم أن هناك جمهوراً يجلس أمامه...
علي حسين

كلاكيت: رحل ايرل جونز وبقي صوته!

 علاء المفرجي الجميع يتذكره باستحضار صوته الجهير المميز، الذي أضفى من خلاله القوة على جميع أدواره، وأستخدمه بشكل مبدع لـ "دارث فيدر" في فيلم "حرب النجوم"، و "موفاسا" في فيلم "الأسد الملك"، مثلما...
علاء المفرجي

الواردات غير النفطية… درعنا الستراتيجي

ثامر الهيمص نضع ايدينا على قلوبنا يوميا خوف يصل لحد الهلع، نتيجة مراقبتنا الدؤوبة لبورصة النفط، التي لا يحددها عرض وطلب اعتيادي، ولذلك ومن خلال اوبك بلص نستلم اشعارات السعر للبرميل والكمية المعدة للتصدير....
ثامر الهيمص

بالنُّفوذ.. تغدو قُلامَةُ الظِّفْر عنقاءَ!

رشيد الخيون يعيش أبناء الرّافدين، اللذان بدأ العد التّنازلي لجفافهما، عصرٍاً حالكاً، الجفاف ليس مِن الماء، إنما مِن كلِّ ما تعلق بنعمة الماء، ولهذه النعمة قيل في أهل العِراق: "هم أهل العقول الصّحيحة والشّهوات...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram