إياد الصالحي
لا بأس أن يبادر الاتحاد الدولي لكرة القدم الى استيضاح حقيقة أزمة اتحاد اللعبة مع وزارة الشباب والرياضة في لقاء مباشر خلال اليومين المقبلين في مقرّه بعدما كانت خطابات الوعيد في عهد جوزيف بلاتر تؤزّم المشكلة بين الاتحاد الوطني والحكومة وتثير شبهات التواطؤ حفاظاً على المصالح المتبادلة بينهما، لكن اليوم اختلف المشهد تماماً، ويبدو أن جياني انفانتينو "رجل العلاقات بامتياز" سارعٍ لتسوية الأزمة طالما أنها تهدّد اعضاء الهيئة العامة لاتحاد ينتمي الى مجموعة مهمة تحالفت معه بقوّة بعد فوزه بانتخابات 26 شباط 2016 لرئاسة الفيفا!
وليس عجيباً أن تقتضي معالجة هكذا أزمة تُدرس في مؤسسة كبيرة راعية للعبة من جميع النواحي لقاء المسؤول الأول عن الرياضة في العراق، لكن الغريب فيها أن توقيت اللقاء مريب، إذ يأتي قبيل موعد الجلسة الأولى من المحكمة بأيام قليلة وهي تنظر في خروق مالية أجملها المفتش العام في وزارة الشباب والرياضة بنقاط ضمّنتها أوراق الدعوى! أما كان من الأنسب أن ينتظر الفيفا ما تسفر عنه جلسة القضاء؟
ثم إذا كان اللقاء المرتقب يُعد محاولة إنقاذ مركب الاتحاد الوطني المتأهّب لخوض انتخاباته نهاية الشهر الحالي من غرق وشيك في أمواج قضايا قانونية متلاطمة تسبّبت به فوضوية عمله ولا أبالية تغطية إيفاداته بقرارات اجتهادية، لابد أن يستدرك ممثل الحكومة الوزير عبدالحسين عبطان ذلك عند حمله الملف الكبير على طاولة مباحثات زيورخ، فالقانون العراقي فوق الجميع ولا يمكن لأيّ طرف وطني أو دولي التدخّل فيه أو التأثير عليه.
إن المشكلة برمّتها لا تستدعي إقحام الاتحاد الدولي في شأن عراقي بحت، وإذا كانت رسالة الاتحاد الوطني هي من سمحت للأول بالتدخّل فضلاً عن تكرار لغة التهديد بإيقاف النشاط الكروي بعد مباراة منتخب فلسطين ولم يتضح شيء حتى الآن، بالإمكان أن تعد الحكومة ردّاً شفافاً ومفصّلاً بحيثيات المشكلة التي لا يريد الاتحاد الوطني فصلها عن انتخاباته، وبذلك نحفظ للعراق مهابته بقوة قراره القضائي وحلّه أزماته داخل أسواره ولن تكون الحكومة - ممثلة بالوزارة - طرفاً ثانياً باستدعاء عبطان الى زيورخ، وإن جاءت الدعوة لغرض المناقشة لا التسوية . فالحل الناجع في بغداد وتحت سقف القانون، أما من يعاني القلق والهواجس ويرتعد من المثول أمام المحكمة ويستنجد بالأجنبي فلا يستحق أن يمثل أمّة الكرة العراقية المصانة بتاريخ رموزها والقوية بحماية دولتها.
* لم يزل تمثيل الصحافة الرياضية العراقية في المؤتمرات الدولية والقارية تكتنفه الصعوبات، ويعاني الأمرين بسبب عوامل خارجة عن إرادة الممثل نفسه تتعلق بمعاناة الحصول على سمة الدخول (الشنغن) الى الدول الأوروبية خاصة، وضعف العلاقة بين المؤسسات في الداخل لتسهيل المهمة، وكذلك عدم تعاون بعض السفارات وتعقيدها الأمر الى الدرجة التي تجعل الصحافي الرياضي يشعر كأنه تورَّط في مراجعتها ويدخل في دوّامة البحث عن مراسلات واتصالات وربما يستلزم منه المكوث أيام طويلة تستنزف منه نفقات باهظة حتى يتسلّم خطاب تسهيل المهمة الى السفارة المعنية.
هذا ما حصل في الأيام الماضية أثناء تأمين حضور ممثلي العراق في مؤتمر الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي اختتم أعماله في بروكسل قبل ثلاثة أيام، واجتماع الاتحاد الآسيوي الثاني الذي أقيم على هامش المؤتمر. وحسناً تفادى الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي المأزق بتسمية الزميل روان الناهي ممثلاً له في المؤتمر، وأدّى الرجل واجبه طواعية خدمة لوطنه بحكم إقامته في العاصمة البلجيكية بروكسل منذ سنين عدة، وتفاعل في بعض مناقشات الاتحادين الدولي والآسيوي ونقل عن رئيسيهما جياني ميرلو وسطّام السهلي سعيهما لدعم الإعلاميين الرياضيين في العراق مستقبلاً بعدما تسبّبت ظروف عصيبة في حرمانهم من ورش ومؤتمرات ولقاءات مختلفة تسهم في تطوير قدراتهم المهنية وتنوّر افكارهم عن أساليب ومستلزمات جديدة في ممارسة العمل الإعلامي المحترف باعتبارهم يمتلكون الريادة في تأسيس الرابطة العربية مطلع العقد السبعيني وآثر عدد كبير منهم في مؤسسات دولية على دعم مناهجها وإنجاحها.
من دون شك أن اتحاد الإعلام الرياضي وهو يشاطر جميع الزملاء أسفهم في حرمان ممثلي الوطن في المؤتمرات الدولية، فإنه يدرس جدّياً أفضل السبل للتعاون مع المؤسسة المهنية للصحافيين الرياضيين واللجنة الأولمبية الوطنية بالتعاون مع الدائرة القنصلية في وزارة الخارجية بخصوص تسهيل منح سمات دخولهم الدول المضيّفة لتلك المؤتمرات، فما يواجهه الصحافي من عراقيل وإجراءات مشدّدة من سفارات ليس لها مقارّ في بغداد تحول دون منحه "الشنغن" ولا تليق بتمثيله للعراق.