TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :الأمل والحس الشعبي ..

كتابة على الحيطان :الأمل والحس الشعبي ..

نشر في: 18 إبريل, 2010: 07:31 م

عامر القيسيrnلماذا أبدو متفائلا بمستقبل العراق القادم؟ اتهمني بعض الاصدقاء بأنني"رايح زايد" في رؤيتي التفاؤلية لمستقبل العراق. هؤلاء الاصدقاء لديهم الادلة والحجج والشواهد والوقائع والتصريحات والتعثرات، التي تجعل التشاؤم زادا لأي محلل سياسي عبقري 
   حين يتناول الشأن العراقي المعقد والمنعقد ! ولا اخفي سرا اني رجل بلا أدلة سوى دليل الامل، وهو دليل أحتار كيف أقدمه فقد حيّرني واحترت معه. فحين يقال مثلا اننا في طريق التخندقات الطائفية والقومية مرّة اخرى ، بعد ان اعتقد الجميع اننا غادرناها بفعل طبيعة التحالفات التي سبقت الانتخابات، فان اصحاب هذا القول لديهم الادلة وهي كثيرة، وليس من السهولة الدخول معهم في معترك نقاش لايعرف فيه الديك من الدجاجة، والحابل فيه مختلط بالنابل، وأبو محمد جاري العزيز مازال يسبّح ويلوح بمسبحته يمينا ويسارا وهو يدمدم مع نفسه في اكثر الاحيان "شوكت يفضوهه عاد حتى نشوف دربنا" ويضيف أبو محمد واثقا "لازم تنحل".الحقيقة ان دليلي هو هذا الحس الشعبي العفوي، ولو سألتني مثلا: كيف سيحل السياسيون الاعزاء على قلوبنا مشكلات المرحلة  ،ومنها على سبيل المثال لا الحصر، منصب رئيس الوزراء والكراسي السيادية وغير السيادية؟ لقلت لكم من دون تردد: ان جاري ابو محمد يقول "لازم تنحل". لا أحد يدخل في جدليات اللازم لانها معقدة وسرّية وصعبة المنال لأيّ كان من عباد الله العراقيين . والمحيّر في الامر ان نخبنا السياسية استمرأت لعبة الديمقراطية وأحابيل السياسة فبالغت في استخدامها والعمل المنفتح في مساحاتها الفضفاضة ، فتقرأ على سبيل المثال  تصريحا لمسؤول سياسي وحزبي وديني "يعني جامعهه كلهه" في اكثر من صحيفة في اليوم الواحد ،ولكنك تفشل في العثور على رأي واحد موحد لهذا المسؤول ! فتعجب حقيقة وتسأل نفسك.أين الحقيقة؟ولأنك تواجه الكثير من المسؤولين الكرام على هذه الشاكلة، فكيف يتسنى لك التفكير والتحليل واجابة أبو محمد على تساؤلاته التي تلاحقني كلما التقى وجهه وجهي، وليس وجهي بوجهه لأني حقيقة اتفادى لقاءه، حتى لايكشف الرجل ضعفي وجهلي وقلّة حيلتي بعالم السياسية وحتى لايقرأ براءة الاطفال في حدقتيّ !والناس تواجه عالم الاسرار هذا بحس شعبي تنبؤي، وأذكر ان والدتي رحمها الله،عندما ينتهي اجتماع للحزب الشيوعي في بيتنا في زمن التحالف بين الحزب الشيوعي وحزب البعث، كانت تقول لي ، كيف تأتمنونهم وتجتمعون بهذه العلنية، هؤلاء ايديهم ملطخة بالدماء ولا يمكن ان ينصلحوا، وقناعتها كانت متأتية من معايشتها تجربة انقلاب8 شباط الاسود، وكنت اجيبها من بطون كتب الديالكتيك ومقولات: ان التأريخ لايعيد نفسه الا مهزلة واننا في طريق تحويل البعثيين الى شيوعيين من خلال كراسة لينين "ما العمل". كانت والدتي تحدّق في وجهي متأملة منتظرة ان انهي خطبتي التي لاتفهم منها شيئا، وحين أتوقف عن الكلام المباح ، تكتفي والدتي بكلمة واحدة، تعبر فيها عن عدم رضاها عن كل ما تشاهده:"كيفكم"!تحققت نبوءة والدتي بالتفصيل الممل ، وستتحقق نبوءة أبو محمد وسأبقى ألاحق تنبؤات الحس الشعبي حتى تختفي ظاهرة ثلاثة تصريحات متناقضة في ثلاث صحف مختلفة في اليوم الواحد تحديدا!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram