علي حسين
عندما أيقن رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق خسارته في الإنتخابات ، لم يطلب إعادة فرز الاصوات ، ولا حذّر من حرب أهلية ، ولم يشتم الذين قاطعوا ويتهمهم بالعمالة للإمبريالية ، ولم يندب حظه مثل حنان الفتلاوي ويغرد على تويتر :" أنتم همج " ! فقط اكتفى الرجل بأن قال لأنصاره إنّ الأمر انتهى ، لكن هل الأمر انتهى حقاً ؟ لم تمضِ ثمان وأربعين ساعة على نتيجة الانتخابات حتى أصدر رئيس الوزراء الجديد أمراً يمنع نجيب عبد الرزاق من مغادرة البلاد ومعه زوجته وعدد من المسؤولين المتهمين بفضائح فساد .
نصحني بعض الزملاء أن لا أستعجل الكتابة عن الانتخابات العراقية ونتائجها ، وأن أتمهل قليلاً لربما تحصل مفاجأة عابرة للتوقعات ، فنجد أنّ حمد الموسوي حصل على أصوات بحجم الملايين التي صرفها لتبيض صورته من " ناهب " لأموال الناس ، إلى " نائب " يضحك على الناس .
تخبرنا قناة آفاق ومعها قناة الأنوار ، أن العلمانيين والشيوعيين سبب الخراب ، وهم الذين تسببوا في أن يخسر الشعب العراقي نائباً بحجم عالية نصيف .
كنا نعتقد أن لدى السادة قادة الكتل أُسلوباُ محترماً لمخاطبة هذا الشعب الذي تحمل الكثيرمن أجل أن يحافظ على استقرار هذا البلد ، وإذا كان البعض قد قرر أن يقاطع الانتخابات ، فعلينا أن نتفهم دوافعهم ، ولانشتمهم في الفضائيات ونتهمهم بالعمالة . يقول عامر الكفيشي في آخر ظهور له إن " كتب العلمانيين في شارع المتنبي تباع بأرخص الأثمان ،لأنها مدعومة من أمريكا والغرب ، وهذه الكتب سبب الخراب " !
أيها السادة بدلاً من أن تشتموا وتخونوا ، عليكم اولا القيام بمراجعة شاملة لما حصل من خراب في السنوات الماضية . أعطت ماليزيا درسا نادرا ، هل يمكن أن نتعلم منه ؟، مهاتير محمد يسلّم وزارة المالية الى ليم جوان إنج ، ستقولون وما الغريب في الامر ، الغريب والعجيب أن الوزير ينتمي الى طائفة البوذيين ، وهي أقلية في ماليزيا الدولة المسلمة .
تحولت الانتخابات في العراق من منافسة على خدمة الناس ورعاية مصالحهم الى صراع على البقاء. وبدل أن تقرر هذه الانتخابات اختيار النائب الأصلح ، أراد لها البعض أن تكون معركة طائفية ، لا علاقة لها بالديمقراطية ، التي لا تسمح لنائب مثل محمد الكربولي بتصنيف الوطنية إلى درجات ، يضع فيها عشيرته في المراتب الأولى!