TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ليتَ العبادي لم يفعلْها!

العمود الثامن: ليتَ العبادي لم يفعلْها!

نشر في: 15 مايو, 2018: 08:29 م

 علي حسين

سيظلّ الخطأ الأبرز الذي ارتكبه حيدر العبادي في الانتخابات الأخيرة أنه لم يخرج من عباءة حزب الدعوة ، ولهذا ظلّ طوال الوقت يصرّ على أن تضمّ قائمته الانتخابية أسماء مثل عباس البياتي وعامر الخزاعي ومحمود الحسن ومعهم سيدة مجهولة " هناء تركي " على رأس قائمة النصر .
ظلت الناس منذ الإعلان عن تشكيل قائمة النصر تسأل ماذا سيفعل العبادي ، ومن هي الأسماء الكفوءة التي سيدخل بها الانتخابات ، ولمن سينحاز لأعضاء في حزب الدعوة أثبتوا فشلهم وسذاجتهم السياسية ، أم يذهب باتجاه شخصيات تعيد الاعتبار لصوت الناخب العراقي الذي يتعرّض في كلّ انتخابات إلى إهانة بسبب احتضان الكتل السياسية لنماذج حوّلت البرلمان إلى " بازار " للصفقات " ، ومنصّة لبثّ الكراهية بين أبناء الشعب ؟ ولهذا جاء اختيار حيدر العبادي للعديد من أعضاء قائمته أشبه بالإهانة الشديدة والجارحة التي ولّدت حالة من الاستياء عند الناخبين وتسبّبت في عزوف الكثيرين ، فما معنى أن يمنح الناخب ولاءه لشخصيات لم يبلغوا سنّ المراهقة السياسية ؟ وإذا كان العبادي جاداً في الحديث عن مستقبل هذا البلد ، فلماذا لم يطرد خفافيش الديمقراطية الذين ارتدوا أكثر من قناع .
ظلّ العبادي يلحُّ طوال السنوات الأربع الماضية ، على أنه حامي الإصلاح ، منه جاء وإليه يخصص حصيلة جولاته الانتخابية ، ولهذا هو ، لا يتحرّك وحده، بل هو محاط بكبار الإصلاحيين من أمثال عباس البياتي وفالح الفياض وعامر الخزاعي ، كي يشهرون ثقافتهم في مدن العراق ، ويعلّمون العراقيين كيف تكون الديمقراطية!
أبسط عقل سياسي كان يعرف أنّ عودة الوجوه الفاشلة بالخداع والخطب الإصلاحية ، لن ينجح في هذه الانتخابات وأنّ زمن الضحك على العراقيين انتهى مفعوله. تأخر حيدر العبادي لكي يصل إلى هذا الاستنتاج. الحلّ كان في التغييرالشامل ، لا في" الطبطبة " على الفاسدين .
كانت الحاجة تبرز إلى تشكيل نخبة سياسية فاعلة ومسؤولة، غير عاجزة عن قيادة حركة تعبِّر عن صوت الناخب ، وتحترم معاناته وتستجيب لتطلعاته.. نخبة تنشغل بالبرنامج الوطني ، للناخب الذي سرقت احلامه وامواله ، أكثر من انشغالها بإرضاء حسين الشهرستاني الذي أصرّ على أن يضع هناء تركي على رأس قائمة النصر !
يصنع التاريخ الرجال الذين يخرجون من تردّدهم وطائفيتهم الى فضاء أوسع، المتردّد لايصنع اللحظة التاريخية بالخطب الحماسيّة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram