TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: بين أقدام جنرال إيراني ودبلوماسي أميركي!

شناشيل: بين أقدام جنرال إيراني ودبلوماسي أميركي!

نشر في: 16 مايو, 2018: 08:40 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

معيب جداً على الأحزاب الشيعية أن تستنجد بجنرال إيراني، هو قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، أو لا يعتريها الشعور بالحرج من استقباله، لغرض التدخّل في شأن عراقي داخلي متعلّق بصميم السيادة والاستقلال الوطنيين، هو تشكيل الحكومة الجديدة.
ومعيب جداً أيضاً على الأحزاب الكردستانية أن تستنجد بدبلوماسي أميركي، هو بريت ماكغورك، أو لا تجد غضاضة في استقباله لغرض حلّ خلافاتها ووضع حدّ لنزاعاتها وتنسيق مواقفها حيال مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو شأن داخلي كردستاني وعراقي.
ومعيب أكثر على هذه القوى جميعاً أن يجري القبول بالتدخّل الإيراني والتدخّل الأميركي حتى قبيل الفراغ من عدّ الأصوات الانتخابية وفرزها والإعلان عن نتائجها النهائية.
هو أمر شائن في الواقع، لأنه في الحالين مؤشر على عدم بلوغ هذه القوى مجتمعةً، شيعية وكردستانية، مرحلة النضج وبلوغ سنّ الرشد كيما تعتمد على نفسها وتدير شؤونها وعلاقاتها بذاتها من دون وصيّ أو راعٍ.
وهو أمر شائن لأنّ هذا الذي فعلته قيادات الأحزاب الشيعية والكردستانية ينطوي أيضاً على قدر كبير من الاستهانة بموقف الشعب العراقي الذي من الواضح أنه، في هذه الانتخابات بالذات، قد صوّت، سواء بالاقتراع أو بمقاطعة الاقتراع، على إسقاط الصيغة السابقة لإدارة البلاد، وهي الصيغة القائمة على المحاصصة وعلى الاستعانة بالأجنبي، الإيراني والأميركي تحديداً، لتحقيق التوافقات بين هذه القوى والخلود إلى الراحة والاستجمام بعد تقاسم المناصب والمغانم في ما بينها.
وجود كلّ من الجنرال سليماني في بغداد (معلومات أفادت أيضاً بأنه استدعى إلى العاصمة قيادات من الأحزاب الكردستانية المتنفذة في السليمانية!) والدبلوماسي ماكغورك في أربيل والسليمانية، في هذا الوقت بالذات عشية الشروع بمفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، يمثّل إهانة سافرة للشعب العراقي الذي يتطلّع إلى تأليف حكومة عراقية خالصة لا أثر فيها ولا تأثير لإيران والولايات المتحدة وسواهما، على غرار ما حصل في السابق مرات عدة.
العراقيون انتخبوا للتوّ ممثلين جدداً لهم كيما يتولّوا بالنيابة عنهم تشكيل الحكومة الجديدة التي يريدونها وطنية مئة بالمئة لا تستنسخ أو تُعيد إنتاج الحكومات السابقة الضعيفة الفاسدة التي كان للأيدي الإيرانية والأميركية دور بارز في تشكيلها وفرضها على الشعب العراقي، وهو دور كان من أسباب فساد تلك الحكومات وعجزها عن تحقيق المطلوب منها، وغربتها عن الشعب.
كان على قيادات الأحزاب الشيعية والكردية أن تأخذ العبرة من نتائج الانتخابات الأخيرة التي دلّت بأوضح الصور على وجود غضب كبير ومعارضة حيال الطريقة التي أدارت بها البلاد على مدى الأربع عشرة سنة الماضية... الأحزاب غير القادرة على إدراك هذا، وعلى إدارة شؤون البلاد من دون حماية أو وصاية أجنبية، عليها أن تستقيل من الحياة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram