بغداد / علي الكاتبيزخر العراق باماكن تتعلق بالسياحة الدينية تعد مورداً اقتصادياً كبيراً في حال استغلالها ، في وقت يؤكد المراقبون والخبراء في مجال السياحة انها ستصبح القطاع الاهم والاكثر اسهاما في التنمية الاقتصادية للبلاد متفوقة بذلك على النفط الذي سينضب بعد حقبة من السنين في حين ان الاماكن الدينية تبقى ولن تزول .
فهناك الكثير من المزارات الدينية المعروفة في وسط العراق ليست هي الوحيدة فالعراق يضم مزارات لعموم المذاهب الاسلامية في معظم محافظاته ،الى جانب المعالم الدينية للاديان الاخرى حيث يعد جامعا للديانات السماوية كافة ، وان كانت المدن الدينية قد انتعشت اقتصادياتها بسبب الواردات المالية الهائلة التي تعود الى توافد الافواج الدينية المستمر اليها ،اذ يوصف هذا الانتعاش او التحسن الاقتصادي مقارنة بالفترة الماضية بـ (الحلقي) اي انه يشمل مجموعة من الناس العاملين في مجال السياحة الدينية والذي تضعف حلقاته كلما اتجهنا نحو الخارج اذ يكون مستوى التحسن الاقتصادي هامشيا او منعدما لدى الشرائح التي لا تعمل ضمن هذا القطاع.ويقول احمد الزبيدي صاحب فندق سياحي في منطقة الكاظمية ان النهضة الاقتصادية التي حدثت في قطاع السياحة الدينيية كانت كبيرة وغير متوقعة لدى البعض ،الامر الذي ادى وجود ضعف في التنظيم الذي من شأنه استيعاب هذه المتغيرات والقيام باعمال لتطوير المؤسسات السياحية من المطاعم والفنادق ودور الاستراحة التي لم تكن مهئية امام هذه الافواج الغفيرة من الزوار ومن بلدان عربية وإسلامية وأجنبية عدة.ويضيف ان السياحة الدينية اصبحت في الوقت الحاضر موردا اقتصاديا مهما لعموم البلاد وليس الاقتصار على المدن الدينية ذاتها،فالعراق الذي يضم اكثر من 60 موقعا دينيا ما بين مرقد او مكان مقدس او مسجد كبير او مقام ما، لم تقم الجهات المختصة حتى الآن بآي عمل لتطوير هذا القطاع الحيوي والمهم لاستيعاب هذه الحشود الكبيرة من الزوار ،وغالبا ماتغص المدن المقدسة في كربلاء والنجف والكاظمية بالزوار ما يجعلهم يتجهون الى الفنادق الاخرى الموجودة في بغداد ،او ان منهم من يفترش الارض احيانا للمبيت.ويتابع لهذه الظاهرة ايجابيات اضافة الى سلبياتها حيث ان كثيراً من الفنادق الموجودة في بغداد والمغلقة منذ سنوات عادت وفتحت ابوابها امام النزلاء من جديد ومعظمهم من الزوار القاصدين للمناطق الدينية ،فما بالك لو كانت هناك افواجا سياحية للمواقع الاثارية والسياحية الاخرى، اما معالجة حالة الفوضى في استيعاب تلك الافواج فتتمثل بالقيام بالتنسيق مع تلك الجهات السياحية في تلك الدول قبل مدة محددة قبل وصولهم الى الاماكن الدينية.كريم الانباري صاحب محل لبيع الاقمشة في منطقة الكاظمية يقول ان كثيراً من المحال التجارية والاسواق في الكاظمية تعتمد على الافواج السياحية القادمة الى الكاظمية لزيارة العتبات المقدسة الموجودة فيها،فـ (الدائرة الاقتصادية) تتحرك مع انتعاش الاسواق والباعة المتجولين والعتالين واصحاب البسطيات وسائقي المركبات واصحاب الفنادق والمطاعم والعمال وغيرهم ،وهذا يعني تحسن المستوى المعيشي لدى شرائح مختلفة فالعجلة الاقتصادية تدور متى توفرت لها عوامل نهضتها وديموتها.عضو اتحاد شركات السفر والسياحة رحيم العكيلي يقول ان السياحة الدينية بامكانها تعزيز اقتصاديات البلاد وتطوير إمكاناته وقدراته التنموية لما توفره من عوائد مالية كبيرة تقدر بنحو خمسة مليارات دولار سنويا لو استثمرت بالشكل الصحيح ووضعت لها الخطط المنهجية المنظمة بالشكل المطلوب ،كما انها كذلك ثروة ليست ذات حدود معينة لقدرتها في توظيف عوامل مضاعفة للتنمية الاقتصادية وهو ماتوفره من فرص عمل جيدة لآلاف من العاطلين عن العمل اذ تعد جاذبة للايدي العاملة الرخيصة المتوفرة في كل مكان وزمان.ويرى ان البلد سيشهد نهوضا متميزا في مجال السياحة الدينية خلال المدة المقبلة وهو ما لاحت بوادره في الوقت الحاضر من النهضة العمرانية الواسعة في الاماكن الدينية من بناء الفنادق الكبيرة والابراج السياحية والمولات التجارية وغيرها مما يبشر بغد افضل لهذا القطاع المهم في العراق ،بما يتزامن مع التحسن في الوضع الامني.ومن الجدير بالذكر ان مصدراً إعلامياً في وزارة الدولة للسياحة اكد ان ازدهار السياحة الدينية في البلاد له مؤشرات من خلال الزيادة في اعداد الافواج السياحية القادمة من الدول العربية والإسلامية والأجنبية،حيث استقبلت مدينة كربلاء خلال زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) ما يقارب 260 الفا و161 سائحا دينيا اجنبيا من 30 بلدا وهو يعد الاكبر في تاريخ المدينة وفي العراق،كما ان هناك زيادة متوقعة في اعداد الزائرين خلال الفترة المقبلة مما يتطلب تشييد فنادق سياحية اخرى لاستيعاب تلك لاعداد المتزايدة من الزوار.
السياحة الدينـية.. موارد اقتصادية هائلة بحاجة إلى التنظيم والتخطيط الناجح
نشر في: 19 إبريل, 2010: 04:51 م