سلام خياط
بعد ان إمتلآت الحقيبة التي سأحملها للمكتبة العامة بالكتب ،،تبرعاً ، عل غيري يقرأ ويستفيد ..أجدني ألقي نظرة حانية على كل كتاب ،، وأودعه كما يودع الخل الوفي خليله .
من بين زحمة الكتب تلك يطل كتاب ((نصيحة الملوك)) للماوردي البصري الذي قطف المؤلف من بساتين المعرفة نادر الزهر والثمر ، وأودعها بين صفحاته .
إستقى المؤلف مصادر كتابه من القرآن الكريم وأحاديث النبي ( ص).. إلى جانب تجارب الملوك الأولين وسيرهم ،، إذ يكتب في المقدمة ::فالملوك أولى الناس أن تُهدى إليهم النصائح ، وأحقهم بالمواعظ ، ففي صلاحهم صلاح الرعية ، وفي فسادهم فسادها .
# إذا نال العامي — يقصد من عامة الناس — مرتبة طمع فيها من هو على شاكلته ،، فلا أحد آلأمْ — من اللؤم — ظفراً ولا أسوأ رعايةً ولا أجفى مقدرةً من العامي إذا نال رياسة أو وليّ ولايةً .!!
# تكلم أربعة من الملوك بكلمات في الحكم ، فغدت أعمدة راسخة…
قال كسرى : أنا على ما لم أقل ، أقدر مني على ما قلت .
وقال قيصر : لا أندم على ما لم أقل ،، ولكني ( قد )أندم على ما قلت ..
وقال ملك الصين : إذا تكلمت بكلمة ، ملكتني ولم أعد أملكها ..
وقال صاحب الهند : عجبت ممن يتكلم بالكلمة إن ذكرت عنه ضرته ، وإن لم تذكر عنه لم تنفعه .
# يقال عن خصائص في طبع الجهال : الغضب من غير مدعاة للغضب . والإعطاء من غير حق.
وقلةالمعرفة والتمييز بين الصديق والعدو . ووضع السر في غير موضعه ، وثقته العمياء بمن لم يجربه . وحسن ظنه بمن لا عقل له ، و كثرة الكلام من غير نفع .
……..
للماوردي — الذي ولد بالبصرة سنة ( ٩٧٤) وتوفي ببغداد عن عمر ناهز الرابعة والثمانين — خمسة عشر كتاباً اشهرها : قوانين الوزارة وسياسة الملك . أدب الدنيا والدين .ونصيحة الملوك .. والمعلومات أعلاه مستلة من كتاب الماوردي تحقيق محمد جاسم الحديثي.