TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تغريدات الصدر

العمود الثامن: تغريدات الصدر

نشر في: 23 مايو, 2018: 08:19 م

 علي حسين

منذ أسابيع والسيد مقتدى الصدر ينصرف إلى التغريد على موقع تويتر ، مرّةً يكتب تغريدة عن شكل الحكومة المقبلة ، وفي تغريدة أخرى يرفض خلطة العطّار المستوردة من خارج البلاد ، ويوماً نجده يغرِّد في موقف سياسي نادر يطالب فيه بالوطن مقابل الكراسي والمناصب ، واحدة من هذه التغريدات التي جمع فيها المكونات العراقية ، أثارت حفيظة البعض من الذين تعوّدوا على السعار الطائفي .
خلال السنوات الأخيرة أبدى السيد مقتدى الصدر شجاعةً في زمن الانتهازية السياسية ، وبعد الانتخابات الاخيرة كان أكثر شجاعة حين رفض التخندق بقائمة طائفية على غرار قائمة التحالف الوطني ، التي صدّعت رؤوسنا بأنها " الكتلة الأكبر " ، بينما المواطن يتذكّر بحسرة ما فقده: الأمن والتسامح وكيف ضاع استقرار العراق بين خُطب ملوك الطوائف الذين لايتذكرون الشعب إلّا أيام الانتخابات .
ظلّ التيار الصدري رقماً صعباً في المعادلة السياسية العراقية ، ورغم أن البعض من الذين دخلوا تحت عباءة التيار اتخذوا من السياسة وسيلة للتربح والتكسب، إلّا أن السنوات الاخيرة أكدت لنا أنّ السيد مقتدى الصدر يريد لحركته السياسية أن تمتلك الجرأة والحزم لاتخاذ القرارات الصعبة، وانتقاد المنظومة السياسية ، ولكن هل هذا يكفي ؟ هذا السؤال يطرحه المواطن العراقي كل يوم ، وهو يشاهد ويسمع السجال الذي يدور حول شكل الحكومة العراقية القادمة .
لعلّ أول الدروس التي يجب أن يؤمن فيها القائمون على شؤون السياسة في العراق ، ومنهم التيار الصدري أنّ الديمقراطية الحقيقية ليست حكم الكتل الأكبر مثلما تريد لنا المحكمة الاتحادية ، بل الديمقراطية الحقّة حفظ حقوق جميع العراقيين ، بمن فيهم الذين قاطعوا الانتخابات ، وإنّ على الاحزاب التي حصدت أعلى الأصوات أن تعطي درساً للجميع ، بأنّ الأهم هو عراق مستقرّ ومعافى .
ولهذا ليسمح لي السيد مقتدى الصدر وأنا أتابع تغريداته ان أسال مثلما يسأل جميع العراقيين : ما شكلُ الحكم الذي يريده التيار الصدري للعراق ؟ لأننا عشنا تجارب مع أحزاب السلطة ، كان الجميع فيها يسعى الى أن يُفصِّل الديمقراطية على مقاسه الخاص .
أرجوكم تذكّروا ضحايا الخلافات السياسية، وقتلى الكواتم، تذكّروا مئات الآلاف من العراقيين، الذين لم يجدوا كفَناً غير مفخّخة أو رصاصة صامتة، تذكّروا خمسة ملايين عراقي أفترشوا الخيام بسبب خطب البرلمانيين الطائفية ، تذكّروا مأساة المواطن العراقي ، كلّما حاول أبو درع أن يخرج بثوب جديد وكلّما قالت لقاء وردي إنّ التغيير سلبَ الحُكْمَ من السُّنّة !.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram