متابعة: المدى
الوصول له لا يمكن وضعه في كلمات قليلة "إن نتاجه الأدبي بأكمله يشبه سلسلة من الأسئلة التي لم يتمكن أحد حتى الآن من التوصل إلى الإجابات الصحيحة لها ".
تم الإعلان عن وفاة فيليب روث ، الذي لا شك أنه أحد أهم الروائيين الأميركيين في القرن الماضي صباح الثلاثاء 22 مايو / أيار ، كانت أولى رواياته "وداعا كولومبوس" في عام 1959 ، أتبعها الكثير منها ، مثل "شكوى بورتنوي" (1969) ، و "مسرح السبت " (1995) و" تسلسل زوكرمان"، حتى كتابه الأخير " نيمسيس" (2010) .
كتب الروائي الإنكليزي آدم ثيرلويل وهو يستعرض سيرة فيليب روث في الملحق الأدبي لصحيفة التايمز أنه " وفقا للشروط الواردة في رواياته فإن الذات هي الحقيقة الوحيدة أو على الأقل الذات بأصواتها وأكفائها اللانهائية ".
كانت رسالته كما يقول الشاعر الأمريكي إيريك أورمسبي الذي كتب عدة مقالات عن روث : " هو دائما يصور الإنسانية في خصوصيتها حيث تتضح جلياً مقارنته مع هنري جيمس ، جوزيف كونراد ووالت ويتمان ، فإذا لم يكن أحد يناديه بكاتب " تجريبي " فهذا ببساطة لأن معظم تجاربه تعمل" ، أو كما يقول مايكل غورا ، في بحثه عن رواية "مؤامرة ضد أميركا " الصادرة عام 2004: " إنها وصف معقول لعالم لم يكن أحد منا يفقه ما به أو حوله ".
أما عن كيف تترجم رواياته إلى الشاشة ؟ يرى الروائي الإنكليزي روبرت دوغلاس فيرهورست : " إن بعضاً من المخرجين السينمائيين يجدون صعوبة في تكييف رواياته للسينما مع أنهم قدموا أربعة منها منذ عام 2003 وعدم القيام بتقديم الباقي أنهم يقولون عنه إن روث روائياً مليء بالفوضى الإنسانية التي لا يفهما الناس بسهولة ".
وتوفي روث إثر احتشاء قلبي نقل على إثره إلى مستشفى في حي مانهاتن، حسب ما أدلى به أصدقاؤه المقربون.
وخلال حياته الأدبية الطويلة، تبدل شكل الرواية التي كتبها روث عدة مرات، حيث تحدث بعضها عن اكتشاف معنى أن تكون أميركياً أو كاتباً أو حتى رجلاً.
وكان الأديب مولعاً بدراسة التاريخ الأميركي واللغات العامية الأميركية، كما تفرغ في قراءاته وكتاباته لاكتشاف تركيبة الرجل الجنسية. واشتهر خصيصاً في رواياته التي عنت بالهوية اليهودية ومعاداة السامية، وكذلك بالتجربة اليهودية في الولايات المتحدة.
وفي عام 2005 أصبح فيليب روث أحد ثلاثة كتاب أحياء، حفظت كتبهم في المكتبة الأميركية، بالإضافة إلى الكاتبين "سول بيلو" و"جون أبدايك". كما فاز خلال مسيرته بالعديد من الجوائز العالمية المرموقة ومنها: جائزة الكتاب الوطني، جائزة دائرة النقاد، جائزة بوليتزر الدولية.
وقال وكيله الأدبي أندرو ويلي إن «روث توفي في الساعة 10:30 مساء أمس بالتوقيت المحلي، متأثراً بإصابته بفشل القلب الاحتقاني».
وألف روث أكثر من 30 كتاباً، بينها مذكرات العام 1991 تحمل اسم «باتريموني»، التي تناولت علاقته المعقدة بوالده ونال عنها جائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية.
وفي سنواته الأخيرة، تحول روث إلى أزمات منتصف العمر الوجودية والجنسية من دون أن يتخلى عن التزامه استعراض أسرار النفس، مثل الخزي والإحراج، لكن عادة ما خرج ذلك مصحوبا بجرعة كبيرة من الدعابة.
وبعد 50 عاماً من الكتابة، قرر روث أن روايته «نيميسيز»، التي ألفها العام 2010 وتحكي قصة عن تفشي شلل الأطفال في حي نيوارك الذي نشأ فيه بنيوجيرزي، ستكون الأخيرة له. وفي 2017 نشر مجموعة مقالات وأعمال غير روائية كتبها بين 1960 و2013. وأشهر أعماله، روايته «بورتنويز كمبلينت» التي ألفها العام 1969 وتناولت حياة شاب يهودي ينتمي للطبقة الوسطى في نيويورك.
وأول ما نشره روث، كان مجموعة قصص قصيرة تحمل اسم «جودباي كولومبوس»، وفاز عنها بجائزة جائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية. وفاز بجائزة بوليتزر عن رواية «أميركان باستورال» العام 1997.