اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البكاء على أطلال البرلمان

العمود الثامن: البكاء على أطلال البرلمان

نشر في: 28 مايو, 2018: 08:25 م

 علي حسين

منذ 15 عاماً وهذه البلاد تتردّد في خطواتها، لأنّها ترى في العجلة الندامة، فماذا يعني إذا تأخرت مشاريع الكهرباء والصحة والتعليم، وارتفعت نسبة الفقر، وزاد عدد المشرّدين والمتسوّلين، المهمّ أن تترسّخ الديمقراطية التي تسمح لمجلس النواب أن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة أسباب عدم حصول سليم الجبوري على أصوات الناخبين! وكان هناك فريق يقول لقد أخطأ الشعب،لأنه تسرّع واعتقد أنّ غياب محمود الحسن سيعيد له الخدمات والاستقرار. ماذا فعلت السرعة بنا، جعلتنا نتخلّى عن عقلية"تكنوقراطيّة"بوزن سامي العسكري، وكنتُ أتوهّم أنّ السيد العسكري طلّق السياسة بالثلاث، وتفرّغ لمصالحه التجارية، وأرجو أن تنتبهوا معي، فالسيد سامي العسكري ضيف دائم على الفضائيات هذه الأيام، متحدثاً باسم دولة القانون، يعيد إلى الواجهة من جديد الجدل الكوميدي الذي عشنا معه من قبل حول جنّة العراقيين التي ضاعت منهم والتي أطلق عليها تبرّكاً وتيمّناً اسم"البنى التحتية"، وبدلاً من أن يخبرنا العسكري بمصير مئات المليارات التي نُهبت من أموال الشعب في مشاريع وهمية، كان المستفيد الوحيد منها الحاج علي الدباغ والحاج عدنان الأسدي والحاج كامل الزيدي والحاج صلاح عبد الرزاق والحاج حسن السنيد والحاج حسين الشهرستاني والحاجّة حنان الفتلاوي، نجده يقول : لماذا لم نتّبع النموذج الصيني والياباني والكوري الجنوبي، وهي بحسب قوله بلدان بُنيت بالقروض الماليّة.
عندما بدأت الصين في الانتقال من المجتمع الزراعي إلى مجتمع صناعي متطور، لم تذهب باتجاه البنوك للحصول على أموال، بل كان باني الصين الحديثة دينغ شياو يقوم بزيارة سريّة الى سنغافورة ليعرف بنفسه سرّ تطورها وكيف تحولت هذه الجزيرة من مستنقع فقير الى قوة اقتصادية كبرى، وليقرر بعد عودته إلى بكين أن ينقل بلاده من زمن الخطابات والشعارات، إلى عصر"اليوان الصيني"الذي يُرعب الأسواق إذا ما مسّه سوء.أراد"دنغ كسياو بنغ"وهو يبني الصين الحديثة أن يفيد من تجربة دول مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية. سافر إلى طوكيو والمدن الأخرى، وزار الشركات الكبرى، وفي النهاية اكتشف أن التطور يعني مسؤول يحب وطنه وشعب يحترم العمل.
حقّقت اليابان والصين وكوريا الجنوبية رفاهية مستقرّة، وازدهاراً متواصلاً، من دون أن تسأل نفسها، أيهما أهمّ، الرخاء أم عودة نوري المالكي لمنصب رئيس الوزراء؟ التنمية والتطور، أم جلسة مفتوحة للبكاء على اطلال البرلمان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram