محمد حمدي
استعرت المثل المصري الشهير ( الي مايشتري يتفرج ) كعنوان ولم أجد أفضل منه ونحن نعيش ذروة الفرجة المجانية على واقع رياضي اصبح لايملك من الرياضة سوى اسمها وتلوث بالوان الملوثات المتعبة لجماهيرنا بصورة عامة ، تابعت منذ لحظات احد التقارير لقناة عربية تناولت فيه ازمات الاندية العراقية واخرها ماحل بنادي الميناء الذي يعد حجر زاوية في اسماء الاندية وبنيانها الذي تهالك بفعل المطبات والزمات الكثيرة والتعنت والفساد في عراق اليوم.
لقد صور التقرير حالة البؤس والشقاء وعممها الى أبعد من مجرد دخول الفريق بسبعة لاعبين شباب وتضييف المحترفين المطرودين من فندقهم ونزولهم في بيت زميل لهم في وقت تعجز فيه ادارة النادي ومن تنتمي إليه من تأمين مستحقاتهم بكل غطرسة الاسم وما تعنيه شركة الموانئ وامكاناتها الهائلة ، وان سحبنا الحديث الى ما أبعد من ذلك فاننا سنصل الى الطلبة وكربلاء والديوانية والسماوة وأندية إقليم كردستان وعموم الاندية أيضاً فالمشكلة واحدة والحلول تضرب بالقطارة بعد أن يتخرق ثوب الصبر وتعجز أجهزة الاعلام من المناشدة والمطالبة الصريحة ولكنها برمتها لاترقى الى مستوى الحلول بل مسكنات وقتية لدفع الأمور الى الأمام وعدم التوقف بمنتصف الطريق .
إن الاندية كما يعلم الجميع هي الاساس في الرياضة التنافسية وهي خلايا التماس الاولى بالموهبة وتطويرها وبالتالي فان عجزها وتراجعها يعني بالضرورة تراجع الرياضة الى الدرك الاسفل ، ومشكلة جميع الاندية تكمن في مصدر تمويلها الذي لايرتقي في أفضل حالاته أن يكون هبات ودفعات مالية تسلخ بشق الأنفس مهما كان النادي كبيراً أوصغيراً ولا نملك في حقيقة الأمر من تمكن أو وصل الى حافة الاستثمار وناغمه بطريقة وأخرى كما يحصل في العالم من حولنا وهي قضية شائكة ستجرنا الى تعطل القوانين أو عقمها وتدافعها مع عقبة الروتين الاداري المهلك وتداخل الاطراف المؤسساتية المباشرة وغير المباشرة بشؤونها ، إنها قضية عامة ضربت الرياضة بانديتها واتحاداتها جميعا ووصلت الى المنتخبات الوطنية التي عانت هي الأخرى وألغت مشاركاتها الخارجية تحت طائلة الانفاق أياً كان شكله ثقيلاً أم معقولاً .
وقد بدأنا فعلاً من خسران رصيدنا الكبير وتهدم صروحنا الاساسية التي تبلور عمل الرياضة بمنظومتها وتخطى الأمر الى الفضائح والفرجة كما أسلفنا بعد أن شاهد القاصي والداني مايحدث في رياضة العراق وحالات العجز والتدويل واللجوء الى المحاكم الدولية والاتحادات القارية والعالمية وعدم القدرة حتى لتأهيل انديتنا العراقية ومساندتها في تحمل أعباء العمل في الزمن الصعب ، يقيناً إن مانمر به اليوم هو الأسوأ رياضياً على مستوى عقود من الزمن وان عملية الاصلاح ستكون شاقة جداً في العثور على بادرة حقيقية تنقذنا مما نحن فيه وإلا فإنها السنة الأخيرة التي نرى فيها مباريات الدوري وتصارع الاندية الكبار ، إن الوقفة والطلب الذي تكفل به إعلامنا الرياضي لابد له أن يأخذ صداه على أعلى المستويات في الدولة وان تنظر الى فقرات الدستور التي أمنت متطلبات الرياضة وليس تركها تصارع الموت فريدة وتتغنى بموتها الفضائيات على طريقة الي مايشتري يتفرع على رياضة العراق.