TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: هل نذمُّ الحلوى الفاسدة.. أم الحلواني؟

شناشيل: هل نذمُّ الحلوى الفاسدة.. أم الحلواني؟

نشر في: 29 مايو, 2018: 08:16 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

هذه المفوضية (العليا للانتخابات) غير صالحة، ليست كفوءة، متلاعبة، منحازة، وحتى فاسدة... هذا هو رأي المُعترضين على نتائج الانتخابات الأخيرة الذين تتراوح مطالبهم بين إعادة الفرز والعدّ جزئياً أو كلّياً، وإعادة الانتخابات برمّتها.
ولنفترض أنّ المفوضية هي كلّ هذا، أو بعضه في الأقل، لكن السؤال: مَنْ صنع هذه المفوضية؟ مَنْ شكّلها وسوّاها بهذه الصيغة؟ مَنْ أسّسها على هذا النحو لتصبح غير صالحة، ليست كفوءة، متلاعبة، منحازة، وحتى فاسدة؟
جملة المُتحمّسين للاعتراض على نتائج الانتخابات هم مِن الذين فشلوا في بلوغ العتبة الانتخابية التي تؤهّل لعضوية مجلس النواب. معظم هؤلاء المُعترضين هم نواب سابقون، لم يتخيّلوا أنهم يُمكن أن يخسروا في الانتخابات، إنْ بالتزوير أو من دونه. وربما ما كان كلّ النواب الخاسرين المُعترضين أو أغلبهم سيعترضون لو أنهم فازوا وكانت الخسارة من نصيب غيرهم، الفائزين حالياً، وإنْ كان فوزهم وخسارة غيرهم بالتزوير والخروق التي يتحدثون عنها الآن. وربما أيضاً هؤلاء المعترضون كلّهم أو أغلبهم هم ممّنْ لم يؤيدوا، عند تشريع قانون المفوضية، أن تكون المفوضية مستقلّة تماماً على وفق ما نصّ عليه الدستور.. ربما هم جميعاً لم يقفوا إلى جانب مَنْ طالبوا بتعديل الصيغة التي تتشكّل بها المفوضية، فلا يكون اختيار أعضاء مجلسها وحتى موظفيها من اختصاص الكتل والأحزاب المتنفّذة في البرلمان على وفق نظام المحاصصة.. بُحّتْ أصوات الناس المطالبة باحترام أحكام الدستور وضمان أن تكون وأن تبقى الهيئات" المستقلة" مستقلة بحقّ وبتشريع قانون عادل ومُنصف للانتخابات وآخر مثله للأحزاب، بيد أنّ هؤلاء النواب الخاسرين المُعترضين على نتائج الانتخابات والذّامّين المفوضية ومجلسها وأداءهما، كانوا ممّنْ لم يرفعوا يداً في مجلس النواب للاعتراض على تشكيل المفوضية على وفق نظام المحاصصة أو على قانوني الانتخابات والأحزاب.
إذن هذه المفوضية هي صنيعتكم، أيها السادة النواب المعترضون.. هي ما نضحت به آنيتكم.. هي نتاج توافقات أحزابكم وكتلكم.. وإذا ما بدت لكم الآن أنّها غير صالحة، ليست كفوءة، متلاعبة، منحازة، وحتى فاسدة، فإنّما لأنها جاءت من صُلبكم.. فأنتم إذن لستُم صالحين أو أكفاء لتمثيل الشعب، وأنتم منحازون ومتلاعبون وحتى فاسدون.
تريدون إقالة مجلس المفوضين أو تغييره؟.. ليكن ذلك.. لكنّكم الأولى بالإقالة والتغيير، جزاء لكم عن سوء التقدير والتدبير بتشريعكم قانون للمفوضية لا يضمن استقلالها التام ومهنيتها. مَنْ يَضمن، إذا ما أقلتم مجلس المفوضية، أنكم لن تشكّلوا مجلساً جديداً محاصصاتيّاً هو الآخر؟
أنتم الآن مثل صانع حلوى فاسدة أو طبّاخ طبخة" خربانة" .. تريدوننا أن نلعن الحلوى الفاسدة والأكلة" الخربانة" بدل أن نلعن مَنْ صنع هذه الحلوى وأعدّ الطبخة... أنتم صنّاع هذه الحلوى أو الطبخة..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram