سلام خياط
نتساءل :: ما هي أخطر وظيفة يمكن أن يضطلع بها شخص يعمل ضمن جهاز السلطة الحاكمة ، وما هو أهم وأخطر شخص ؟!
إنه — قطعاً — ليس الوزير المختص . ولا رئيس الوزراء ، ولا حتى رئيس الدولة!!
فمن هو إذن ؟؟
انه المستشار ..وتحديدا المستشار السياسي ( الخاص ).. أو مجموعة المستشارين حول صاحب القرار .. الذين يوافونه بالأخبار والمستجدات ،، ويشيرون عليه بأن يفعل (كذا) ويقول( كيت)…
تنبه إلى هذي المسألة الرئيس السابق للإتحاد السوفييتي ( ميخائيل غورباتشوف )..الذي ضمن إحدى خطبه حكمة — حسبها البعض نكتة —وما هي إلا إعتراف ضمني علني بما يمكن ان يتسبب به المستشار من خراب في العمل وفي العلاقات العامة .. قال غورباتشوف ، — رئيس الدولة التي قيل عنها انها تستنبت الثلج قمحاً — انا لدي خمسين مستشاراً ، احدهم مشكوك بولائه ،، لكنني لا أعرف من يكون بين المستشارين .
اثيرت مسألة خطورة المستشارين حين أفاضت وسائل الإعلام البريطانية عن رجل كان يقف وراء رئيسة الوزراء ،، ويسمعها ما تحب ، ويحجب عنها ما تكره ،، الى أن إضطرت - اخيرا - لسماع ما لا تحب بعد فوات الأوان .
……….
يقول محررو الأخبار ،إن المستشار ( برنارد إينغهام )اضر بـ(تاتشر ) أكثر مما ضرها خصومها مجتمعين ،، لو انها كانت اكثر نباهة لقرأت المتغيرات ولم تكتف بالثوابت ..وإذا كان التشكيك بإخلاص ( برنارد ) لتاتشر غير وارد ،، فإن السؤال الملح يطرح نفسه .::— هل الإخلاص وحده يكفي لدرء المخاطر ؟؟
كم (برنارد ) الآن وراء هذا الحاكم أو ذاك ….
مستشارو الرئيس اكثر خطراً عليه من خصومه واعدائه ، ومضيعو فرص عليه أكثر من أصدقائه .. بمشورة مثلومة او همسة زلفى تطيح بصاحب القرار المصيري من حالق …. وعندها لا تشفع له دمعة ندم ،، ولا يبل غيظة أن يعظ على سبابته ، ولو قطعها عقلة ، عقلة ؛ عقلة .