TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بانتظار نهر البرلمان!

العمود الثامن: بانتظار نهر البرلمان!

نشر في: 2 يونيو, 2018: 09:03 م

 علي حسين

في الطريق إلى الصحيفة كنت أستمع من خلال إحدى المحطات الإذاعية إلى شيخ في برنامج ديني يجيب على أسئلة المستمعين، اتصل به رجل يسأله سؤالاً،”هل التسوق الإلكتروني حرام أم حلال؟”فتصدى له بشتم التكنولوجيا الحديثة وما تتسبب به من نشر للرذيلة والربا، وأخذ يوزع اتهاماته بالتساوي على أميركا وإسرائيل والماسونية، الخطيب لم يرَ في التكنولوجيا التي يستخدمها في تلقي الرسائل والمكالمات سوى وسيلة لنشر الحرام في البلاد، ويردّ الشيخ على سؤال لمتصل آخر حول مشاهدة المسلسلات التلفزيونية في رمضان، فينصح المستمع بعدم مشاهدتها لأنها تخلق له كوابيس عندما ينام في الليل، وأنا أستمع للأسئلة وأجوبتها قلت لنفسي ترى أين نقع نحن بالضبط من الزمن الذي نعيشه؟ وهل نعيش في عزلة عن العالم وعن الإسلام الذي أكد على طلب المعرفة والعلم حتى ولو كانت في الصين! فلم نعد نطلب إلّا جواباً لشيخ يصرّ على أن نعيش معه في الماضي،وأن تبقى عقولنا في خانة”القطيع”تفتش عمن يملأها بالجهل والخرافة وعدم التسامح والخوف من الآخر.ومثلما يريد الشيخ أن يدخلنا في خزعبلات الفتاوى، نجد مجلس النواب مصرّاً على أن يدخلنا في عالم الخزعبلات السياسية، وكان آخرها أنّ المجلس الموقر قرر أن يعقد جلسة طارئة اليوم – الأحد – لمناقشة أزمة المياه، وكنتُ مثل غيري أتابع أخبار السد التركي منذ سنوات، وأيضا ما تقوم به إيران بين الحين والآخر من قطع لمياه نهر الزاب، وفي كل مرة أسمع أصواتاً، البعض منها يشتم تركيا ويخشى المساس بإيران، والآخر يتّهم طهران، وعينه على أردوغان يطلب الرضا. أما المواطن فإنه يرى وطنه التي ظل لى مدى آلاف السنين يسمى بلاد الرافدين، يتحول الى أرض بور.
ياسادة، العراقي يحتاج ليكون ساذجاً تماماً وربما فاقد للذاكرة لأقصى درجة ليصدق”الإسطوانة المشروخة”التي يرددها البرلمانيون عن الأمن المائي وحماية الحقوق وتدخل دول الجوار، فالناس تدرك جيدا أن كثيرا من السياسيين لهم قدم في العراق وأخرى في إحدى دول الجوار، وأن البعض من الأحزاب السياسية ساهمت في اختراق الأمن الوطني للعراق.
خمسة عشرعاماً والبعض لايريد للعراق أن يتغير، الذين يصرون على تغييره هو الأدوار التي يلعبونها بين الحين والآخر، والنتيجة أننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ أيام وجميع السياسيين عيونهم شاخصة الى طهران ينتظرون الامر بتشكيل التحالفات، فيما ساسة عراقيون يتباهون بالتقاط صور باسمة مع السلطان أردوغان، أما العراق ومصالحه فإنه يحضر فقط في تقاسم المناصب والمصالح والامتيازات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram