محمد حمدي
من المُنصِف والمهم أن نتعود الاستماع الى وجهات النظر المتعاكسة بحيادية وصبر تغلفها سعة البال كيما لايكون الاستنتاج مبنياً على مواقف سابقة أو خاطئة يشوبها التعجل وبصورة خاصة للطرف الذي تثار حوله الشكوك بمختلف المواقف المتأزمة ، هذا الطلب أو الموقف المنطقي عرضه أحد أعضاء اتحاد الكرة الجدد القدماء بذات الوقت للرد على المنتقدين والمتعجلين في توجيه سهام النقد وطرح الملفات السابقة .
وقد كانت حجة الرجل التي تبدو منطقية الى حدود بعيدة أن الانتخابات جرت باجواء طبيعية ومباركة دولية لأهل الشأن وهي أولاً وأخيراً إرادة حرة لأعضاء الهيئة العامة من يحق لهم التصويت ، و لاغبار على صحة ما يثار بالتأكيد خاصة وإن اتحاد الكرة بثقله لابد أن يكون بتوليفة عمل تتمكن من تغطية أعماله الكثيرة بعد انتهاء الدورة السابقة عملياً ، ويسترسل في الحديث على أن جميع نقاط الخلاف وكثرة الأخطاء التي شخصت إعلامياً سيتم التعامل معها بسرعة وسيتحسس الشارع الرياضي العراقي قريباً سرعة ودقة هذه الاجراءات المشار إليها وما تتطلبه من إصلاح .
وبالمناسبة فان التهافت الإعلامي اليوم هو تهافت غير مسبوق يصل حد التزاحم من قبل الأعضاء الحاليين الفائزين في الوصول الى القنوات الفضائية وطرح أفكارهم وخططهم برؤية مؤطرة بالوعود مع اجماع تام على تصحيح المسار وتجاوز عثرات الماضي التي ستكون دروساً حاضرة أمامهم طيلة السنوات الأربع الماضية على أقل تقدير وترجمة الفائدة منها في السنوات المقبلة ، المصيبة إنهم وقعوا في المحظور سريعاً وبسرعة البرق في أول العثرات التي جلبت لهم الكوارث ومنها عدم توحيد الخطاب الإعلامي بمركزية فراح كل منهم يغرد بطريقته الخاصة خارج السرب ويخضع نفسه لاختبارات المقدمين التي تشبه من بعض الوجوه برامج الكاميرا الخفية وما يصاحبها من مواقف انفعالية صادمة تجر صاحبها الى ما لايحمد عقباه وهذا ما نراه يومياً .
لقد آثرت أن أشير الى هذا المفصل من جانب الحرص وليس سواه لأن وحدة الخطاب الإعلامي الموجه ومصداقيته أحد أهم أسس النجاح للدورة الحالية إن لم يكن أهمها بالمجمل وتشتت الرأي والطروحات مهما كان لونها سيجر الاتحاد رغم أنفه الى حالة احتراب فضائي مع الآخر المنافس ومع ذات التشكيلة الاتحادية أيضاً حينما تتعارض الصور والأخبار وما يمكن أن ينتجه المستقبل وما أكثره ، ونتذكر جميعنا الخلافات التي صارت ماركة مسجلة بين الأعضاء من جراء التصريح والتسابق على التصريح في الفضائيات حول المدرب الأجنبي للمنتخب الوطني وإقالة المدرب وتعيين سلفه وكثرة الاسماء المطروحة ناهيك عن المشاركات ومباريات الدوري والتعاون مع المؤسسات الرياضية الأخرى أو الوقوف بالضد منها وأمور كثيرة جدا هشمت صورة الاتحاد عبر أعضائه وسوء تداولهم للخطاب الإعلامي بصورة عامة .
وهو ما يحدث اليوم في تفسير أسباب المعارضة وعدم القبول بالنتائج من الأطراف التي خسرت اللعبة الانتخابية ، حقيقة أتمنى كغيري أن تنقشع الغيمة الضبابية التي خلفتها الانتخابات وكثرة اللغط الذي دار حولها سريعاً ونلتفت الى الأمور الأخرى العاجلة التي لاتحتمل التأجيل والمجازفة بها بأن نتركها بلا حل وهي من صلب عمل الاتحاد وما أكثرها ولا تحتمل أيضاً أن يفسرها كل على طريقته معتبراً نفسه الناطق باسم اتحاد الكرة.