TOP

جريدة المدى > تحقيقات > بعد ان وهبتهم عوائلهم سيارات فارهة..أطفال ومراهقون يملأون شوارع بغداد بالحوادث

بعد ان وهبتهم عوائلهم سيارات فارهة..أطفال ومراهقون يملأون شوارع بغداد بالحوادث

نشر في: 19 إبريل, 2010: 06:08 م

إيناس طارق نزل مذعورا ليرى ما أصاب سيارته الحديثة وفكر في ردة فعل أبيه حيال ما أصابها حينما يسمع بخبر اصطدام سيارته التي يصل سعرها  إلى 4 آلاف دولار، في تقاطع الصالحية المزدحم بعشرات السيارات لم يأبه احمد لكل ذلك وكان مسرعا ليصل البيت
 قبل ان يصحو والده من غفوة النوم ساعة الظهيرة، فقبل سويعات سرق احمد الذي يبلغ من العمر 14 عاما  مفاتيح السيارة من دون علمه وذهب ليتجول مع أصدقائه دون اي رادع والنتيجة، كانت اصطدم سيارة والده وتحطيم سيارات الآخرين ممن لم يكن لهم ذنب غير ان القدر وضع احمد وأمثاله أمامهم في شوارع تزدحم بسيارات من كل نوع وشكل وكأنها تغزو شوارعنا المتعطشة الى التغير والتبليط والتوسيع لا إلى سواق صغار بالعمر. هذه الظاهرة شاعت في شوارع بغداد  في الفترة الأخيرة،فالكثير من الأطفال والمراهقين يقودون سيارات فارهة من دون رادع من عوائلهم او حتى رجال الامن والمرور،فالأمر هنا خطير جدا ولا نعلم كيف يمكن لوالد ان يضحي بابنه ان كان لا يأبه لسيارته الحديثة،ففي تقاطع المنصور صبي لا يتعدى 13 عاما كاد يودي بحياة العشرات من المواطنين عندما فقد السيطرة على السيارة الكامري 2009 وتوجه بها صوب إحدى السيطرات الأمنية، ولحسن حظه اصطدم السيارة بأحد الحواجز الكونكريتية وفي المقابل أطلاق عيارات نارية في الهواء من قبل رجال السيطرة لأنهم لا يعلمون من يقود السيارة الحديثة وهل هي مفخخة ويقودها انتحاري وسط تلك التساؤلات صرخ الصبي يطلب مساعدة رجال الامن بإخراجه من مقعد السيارة لأنه لا يقدر على حراك جسمه، فاحمد وغيره من السواق الطائشين يمارسون حقهم في قيادة السيارة كيفما يشاءون هم وليس عوائلهم ومجتمعهم.rnسيارات الموت يقول المواطن فلاح ويعمل سائق سيارة أجرة، سياقة السيارات من قبل الأولاد الصغار في العمر ليست بظاهرة جديدة على المجتمع.العراقي،خصوصا لدى الناس الميسوري الحال اذا يقدمون مفاتيح سياراتهم الى أولادهم بمجرد ان يشبوا،لكن التجوال في السيارة يكون داخل الفارع الداخلية لمحلتهم اما ما يحصل الآن فهو العكس، السيارات يقودها الأولاد الصغار في العمر ويجوبون الشوارع العامة وبسرعة تخيف الاخرين فكم من حوادث اصطدام تحدث بسببهم وتبدأ المشاكل والمشاجرات وعندما يقادون الى مراكز الشرطة تبدأ توسلات ذويهم.بينما تعلق المواطنة بلقيس قائلة أحياناً كثيرة نشاهد في الشوارع أولاداً لا تتجاوز أعمارهم الخمسة او السادسة عشرة وهؤلاء كبار مقارنة بالأعمار الأخرى التي تجوب الشوارع الفرعية وحتى العامة،وعندما يصدمون سيارات الآخرين،ينزل يهدد ويتوعد بفلان وفلان،فضلا عن عدم احترامهم الغير ويتلفظون بكلمات غير لائقة بتاتا، وهذا الأمر يشكل خطرا كبيرا على ثقافة المجتمع فكيف يتم التعامل بهم بالمثل ففي هذه الحالة سوف نصبح مجتمع ضوضاء.بينما يعلق فراس محسن عن مشاهدة حقيقية لطفل لا يتجاوز عمره 9 سنوات كان يقود سيارة والده الذي أجلسه مكانه عند نزوله الى فرن الخبز لاقتناء الصمون وما هي ألا  لحظات حتى تحركت السيارة من مكانها وسط ذهول العالم الواقفين ودهشة الأب الذي لا يعرف كيف يستطيع إيقاف السيارة وإنقاذ الابن الذي تعلم وتعود ان يجلس في مقعد السائق كلما خرج مع والده، وعندما استنفر الناس الموجودين خوفا على حياة الطفل وحرصا منهم على حياتهم لان الطفل لا يعرف السياقة او ماذا يفعل هو لكن الطفل ذو الـ  9 سنوات فاجأ الجميع وأوقف السيارة وفتح الباب ونزل وكان شيئا لم يكن.رجال الأمن  المسؤولية لا تتحملها العائلة فقط بل قواتنا الأمنية وشرطة المرور  لها الأولوية في تلك المسؤولية لأنهم لم يحاسبوا الأولاد أثناء قيادتهم سيارات عوائلهم،لكن من الغريب وحسب ما يتحدث به همام مسؤول احد السيطرات الأمنية في شارع السعدون قائلا: إذا لم تكن العوائل تهتم لحياة أولادهم ومالهم فما علينا نحن فعله سواء محاسبتهم بلغة الكلام وتأنيبهم على فعلتهم،خصوصا ان القوانين المرورية بعد 9\4\ 2003 تركت كل شي يسير على هواه  فرجال المرور المنتشرون في الشوارع والمرابطون أحياناً قرب السيطرات الأمنية التي تستوقف هؤلاء الأشخاص يتركونهم يذهبون وينطلقون مسرعين لان القانون المروري الحالي لا يحاسب على من يملك اولا يملك إجازات سياقة.بينما يقول ستار رجل مرور في الشارع نفسه، حاليا وبعد استتباب الأمن بدأنا نحاسب كل من يقود سيارة واقل من العمر القانوني،لكن ما العمل اذا كان من يقود السيارة هو الشاب الصغير ومن يجلس بجانبه مالك السيارة والده وعندما يستوقفه رجل المرور الوالد يدافع وكأنه محامي دفاع،وأول جمله يقولها (أين هي إجازات السياقة) وعندما تحدث حوادث مرورية يترجل السائق الصغير وعيناه مغرورقتان  بالدموع ويبكي لان عائلته سوف تحاسبه على صدم السيارة فاين كانت عائلته عندما اخذ السيارة وخرج بها الم يفكروا بالحوادث وما تسببه من موت ودمار للآخرين جراء سياقتهم الرعناء.ونحن جل ما نستطيع فعله هو حجز السائق الصغير في مركز الشرطة حتى تتم تسوية الحادث بالطرق السلمية او باللجوء الى القانون في حالة حدوث أضرار مادية وم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram