TOP

جريدة المدى > عام > صدر عن المدى:المـــاديـة.. في ذكرى ليو بايل

صدر عن المدى:المـــاديـة.. في ذكرى ليو بايل

نشر في: 9 يونيو, 2018: 06:54 م

 متابعة: المدى

صدر عن دار المدى كتاب (المـــاديـة في .. ذكرى ليو بايل) لمؤلفه تيري إيغلتُن و ترجمة: عبد الإله النعيمي يقول مؤلفه إيغلتُن:
هذا كتاب عن الجسد، من بين أشياء أخرى، ولكنه (أو هذا على أية حال هو ما آمله بكل جوارحي) ليس جسداً من النوع الرائج حالياً في الدراسات الثقافية والذي أصبح، بوصفه موضوعاً للنقاش، جسداً ضيقاً استبعادياً مكروراً إلى حدٍّ ممل.
هناك، إذاً، موضوعة ضمنية سجالية للدراسة تسعى إلى معاينة أنماط من الخلق في الإنسان، نحَّتها المدرسة التقليدية ما بعد الحداثوية جانباً من حيث الأساس، والتي تصح، من بين أشياء أخرى، على جميع الأجساد البشرية بصرف النظر على الجنس والإثنية مثلاً. وأحسب أن هذه الكونية بلا خجل ستثبت كونها فضائحية بما فيه الكفاية بنظر مفوضي الرقابة على الخطاب الثقافي المعاصر. ويبدو أن طلاب الدراسات العليا في أنحاء العالم هذه الأيام، الذين لا يشتغلون على قصص عن مصاصي دماء أو روايات غرافيكية، يشتغلون على الجسد ولكن بطرق تستبعد مقاربات مجدية إزاءه. وكما هي العادة فإن الذين يسبِّحون بحمد الشمولية الجامعة يجهلون على نحو لافت حجم ما تغفله مصطلحاتهم المفضلة. فالدراسات الثقافية تُعنى في الغالب بالجسد الإثني، المحدَّد جنسه، الشاذ، الجائع، المبني، الهرِم، المزيَّن، المعوَّق، السيبرنيطيقي، البيولوجي، السياسي ـ الجسد بوصفه موضع نظر جنسوي، محل متعة أو ألم، منقوشاً بالقوة أو الانضباط أو الرغبة. جسد الإنسان الذي نتعامل به في هذا الكتاب هو، على النقيض من ذلك، جسد من النوع الابتدائي. وهو ليس بناء ثقافياً في المقام الأول، بل ما يُقال عنه يصح في كمبوديا بقدر ما يصح في تشالتنهام (لندن)، يصح على الإناث البلجيكيات بقدر ما يصح على الذكور السريلانكيين. وإذا كان يصح على هيلاري كلنتون فإنه يصح بالقدر نفسه على سيسرو. وأولئك الدوغماتيون ما بعد الحداثويين، الذين من المدهش أن تكون جميع الدعاوى الكونية عندهم دعاوى ظالمة باستثناء ذلك الادعاء الكوني المعين، هم الذين من المرجح أن تثير مقاربة كهذه حفيظتهم.
أنتجت الدراسات الثقافية بصائر قيمة في معرفة الجسد ولكنها تبدو غير واعية بتاريخها القمعي بعض الشيء في هذا الجانب. وأحد المصادر الرئيسة للموضوع هو عمل ميشيل فوكو الذي تؤشر كتاباته أيضاً نشوء أزمة في اليسار الثوري عقب أواخر الستينيات. وفي تلك الفترة بدا أن أشكالاً معينة من السياسة الراديكالية، الأكثر طموحاً، تعثرت بعد أن تصدت لها قوى يمينية قوية، وأن المادية التاريخية بدأت تخلي الطريق لمادية ثقافية، وأن اهتماماً بالجسد بدأ يكتسب قوة. وإذا عمل ذلك على تحدي سياسة يسارية أفرطت في ابتعادها الفكري عن الحواس فإنه قام بدور في إزاحتها أيضاً. إذاً، يأتي هذا الجسد على وجه التحديد، مثل أي صنم، لسد ثغرة. وكانت بعض التيارات النسوية الرائدة أبقت العلاقة بين الجسد والسياسة الاشتراكية على الأجندة السياسية ولكن بحلول الثمانينيات أخذ الحديث عن الاشتراكية يتنحى أمام الحديث عن الجنسوية. وكان يسار ثقافي، صامت بلا حياء في الغالب حول موضوع الرأسمالية، يرفع صوته عالياً بصورة متزايدة حول قضية الجسدية. ولكننا سنرى لاحقاً، حين نتوقف عند عمل ماركس، أنه لا يتعين اعتبار الاثنين بديلين عن أحدهما الآخر. وأُعبر عن امتناني لقارئين مجهولي الهوية علقا تعليقاً قيماً على مسودة سابقة لهذا الكتاب لا سيما امتناني للمقترح شديد القسوة الذي طرحه أحدهما بأن تُحذف الصفحات الأربعين الأولى. وأرى أن العمل أفاد فائدة كبرى من هذا البتر. وتولت الآن رايتشل لونزدايل Rachael Lonsdale محررة أعمالي في مطبعة جامعة ييل، دفع ستة من كتبي إلى المطبعة بحرص استثنائي على رصد أي تعبير فضفاض وتفكك في البناء. إنها أفضل المحررين ولها عليَّ دين عميق من الامتنان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إردوغان عن دعوة أوجلان إلى إلقاء السلاح: "فرصة تاريخية"

ترامب: زيلينسكي غير مستعد للسلام

حكمان عراقيان لقيادة نهائي كأس آسيا للشباب في الصين

إيران تعلن الأحد المقبل أول أيام شهر رمضان

وزير الكهرباء الأسبق: استيراد الغاز من إيران أفضل الخيارات

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

الكشف عن الأسباب والمصائر الغريبة للكاتبات

موسيقى الاحد: عميدة الموسيقيين

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

النوبة الفنيّة أو متلازمة ستاندال

صورة الحياة وتحديات الكتابة من منظور راينر ماريا ريلكه

مقالات ذات صلة

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا
عام

علاقة الوعي بالمعنى والغاية في حياتنا

ماكس تِغمارك* ترجمة وتقديم: لطفية الدليمي بين كلّ الكلمات التي أعرفُها ليس منْ كلمة واحدة لها القدرة على جعل الزبد يرغو على أفواه زملائي المستثارين بمشاعر متضاربة مثل الكلمة التي أنا على وشك التفوّه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram