ترجمة / المدى
باستخدام تصوير من الجو عبر طائرات مسيّرة ونماذج مجسّمة ثلاثية الأبعاد وأشرطة فيديو، يقوم محرك البحث الشبكي العملاق، غوغل، وبالتعاون مع مؤسسات دولية لحفظ التراث بضمنها، صندوق النصب التذكارية العالمي World Monuments Fund ، من أجل جعل جهود الحفاظ على المواقع التراثية متاحاً لعدد أكبر من الناس.
وكان صندوق النصب التذكارية العالمي W MF الذي يتخذ من نيويورك مقراً له قد تشارك مع محرك البحث التكنولوجي العملاق غوغل في سلسلة من معارض وروايات على الانترنت تسلّط فيها الضوء على الجهود المبذولة في الحفاظ على بناء إرث العراق. وبمناسبة انطلاق موقع، غوغل للفنون والتراثGoogle Arts & Culture، الأربعاء الماضي 6 حزيران، فإنَّ المشروع تخللته مشاهد مصوّرة مأخوذة من الجو لمواقع أثرية قديمة وهياكل تاريخية مثل زقورة بورسيبا أو برج بابل، جنوبي محافظة بابل، وطاق كسرى، ونماذج ثلاثية الأبعاد لهياكل معمارية مفقودة الآن، مثل بوابة عشتار الشهيرة في بابل وكذلك توثيق لمواقع تم تدميرها أو إلحاق الأضرار بها من قبل تنظيم داعش بضمنها حضارة النمرود ومنطقة الحضر في الموصل.
وقالت منسقة ونائبة الرئيس التنفيذي لصندوق النصب التذكارية العالمي، ليزا أكيرمان “إن العمل مع غوغل أتاح لنا فرصة التواصل مع نطاق اوسع من المشاهدين والذي يمكننا من سرد قصة أكثر غنىً عن هذه المواقع من خلال العالم الافتراضي التكنولوجي الذي يوفّره."
ومضت مسؤولة الصندوق بقولها"إنها لفرصة استثنائية أن نتشارك بالمعرفة مع آخرين، وإنها تساعد العامة الإدراك بشكل وافٍ أكثر لماذا تشكّل هذه المناطق الأثرية أهمية لنا وكيف أنها مرتبطة بالهوية الثقافية للبلد. بسبب الاضطراب الذي اجتاح الشرق الأوسط العقد الماضي والعنف الذي لايزال شاخصاً في كثير من الأماكن، فإن هذا الموقع الذي اطلق حديثاً، هو تذكير بأن الأخبار التي نقرأها مرتبطة بأناسٍ ومناطق متواجدين قرب تلك المواقع."
من بين أكثر القصص دراماتيكية وإثارة للعواطف في الموقع هو التدمير الذي لحق بالمنارة الحدباء وجامع النوري الكبير في الموصل على يد تنظيم داعش خلال احتلاله للمدينة.
وتقول الباحثة الآثارية العراقية، هيلين مالكو، المقيمة في نيويورك عبر شريط فيديو عن الموقع"صحيح أن الذكريات تعيش في عقولنا ومدوّنة كأحداث تاريخية في كتب، ولكن البيئة الهيكلية المبنية هي مذكّر لنا لأحداث عايشناها في حياتنا. ولهذا فإنّ تدمير أي بناء أو مجمع أو حيّ سكني، سيؤدي بالنتيجة الى نسيانه. بالنهاية الناس سينسون والمدينة سيتغيّر وجهها."
يتضمن الموقع الالكتروني أيضاً معلومات عن المواقع التي بحاجة لحماية أو ترميم واصلاح مثل قلعة أربيل وجسر دلال أو الجسر العباسي في إقليم كردستان وزقورة بورسيبا، جنوب غربي بابل، المحاطة بأكوام من الأنقاض والنفايات المتراكمة.
ويقول، جانس كوفنور، مدير برنامج غوغل للفنون والتراث"في كل انحاء العالم تكون نصبنا التذكارية ومبانينا التاريخية التي تعتبر قطعاً من آثارنا لايمكن أن تعوّض معرضة لمخاطر الضرر جراء الكوارث الطبيعية والحروب أو الزيارات السياحية المفرطة. نحن نعلم أن بإمكان التكنولوجيا الحديثة أن تساعد في جهود الحفاظ على هذه المواقع بشكل مفصّل اكثر من أي وقت سابق آخر. يمكن استخدام هذه المعلومات ليس فقط في تبادل قصص هذه المواقع في طرق جديدة مثل صور ثلاثية الأبعاد وتصوير واقع افتراضي، بل أيضاً يمكن أن تساعد جهود اعادة اعمار هياكل هذه المواقع على الأرض."
ويضيف المسؤول، كوفنور، بأن عمل المتصفح العملاق غوغل مع مؤسسات ثقافية هو نابع من مهمته التي يضطلع بها لتنظيم عالم معلومات كبير وجعله متيسراً لنطاق أوسع من الناس وذي فائدة لهم من الذين لهم رغبة للاطلاع والتعلّم، مشيراً الى تواجد اكثر من 500 مليون باحث في مجال الفن والتراث يستخدم محرك غوغل شهرياً في هذا المجال.
وفي إشارة منه الى شراكة تعاون مع شركة، ساي آرك CyArk، الرقمية المعنية بالحفاظ على المواقع الأثرية، قال كوفنور، بأن المشروع مع صندوق النصب التذكارية العالمي WMF حول العراق هو جزء من"الفصل الثاني لمبادرة الحفاظ على المواقع الأثرية التي نعمل عليها بنشاط مع شركاء في كل انحاء العالم بضمنها المتحف البريطاني". مبيناً بأن ذلك ساعد أيضاً في خلق نماذج ثلاثية الابعاد لبوابة عشتار ومعبد نبوخذ نصر التأريخي.
عن صحيفة آرت نيوزبيبر