اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > تدني مناسيب نهر دجلة يثير مخاوف أزمة مياه في العراق

تدني مناسيب نهر دجلة يثير مخاوف أزمة مياه في العراق

نشر في: 9 يونيو, 2018: 07:19 م

بقلم: أروى إبراهيم
ترجمة / حامد أحمد

قررت تركيا إرجاء ملئِها لسد ضخم منشأ على حوض نهر دجلة وسط تصاعد مخاوف في العراق من أن انخفاض مناسيب نهر دجلة قد يشكّل تهديداً مباشراً بحدوث أزمة مياه فيها.
70% على الأقل من موارد العراق المائية تأتي من أنهر وأهوار مشتركة مع البلدان المجاورة له، خصوصاً نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان كلاهما من الأراضي التركية.
بدأت أنقرة بملء سد أليسو الذي يُعد واحداً من بين 22 سداً و 19 محطة توليد طاقة كهربائية بنيت كجزء من مشروع جنوب شرقي الأناضول، في 1 حزيران ولكنها أعلنت الخميس أنها ستوقف عمليات ملء السد.

وقال السفير التركي لدى العراق، فاتح يلدز، خلال مؤتمر صحفي له"بدءاً من هذه اللحظة، مياه نهر دجلة ستتدفق الى العراق بدون مسِّ قطرة واحدة من مياهه لبوابة سد"إليسو"التي فتحناها الآن. الاستقرار لعب دوراً مهماً في قرارنا لإرجاء عملية ملء السد."
وأضاف السفير قائلاً"ستستمر تركيا بإظهارها للتعاون والتضحية المطلوبين لمساعدة أشقائنا العراقيين لتخطّي أزمة المياه."
يقول خبراء إن مناسيب تدفق مياه نهري دجلة والفرات قد هبطت خلال العقود الأخيرة بنسبة 40% على الأقل. وفي 3 حزيران، دعا البرلمان العراقي الى عقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة مناسيب المياه المتدنية في البلاد.
فاتح سلام 25 عاماً، أحد سكنة بغداد، عبّر عن الأزمة بقوله"بإمكاني أن اقطع نهر دجلة عبوراً مشيّاً على الأقدام. أنه شعور يُدمي القلب أن ترى شيئاً كهذا. نهرا دجلة والفرات هما هويتنا، وبسببها اطلق على العراق اسم بلاد الرافدين."
وجود انخفاض مزمن في معدلات تدفق مياه الأنهر في العراق سيؤدي الى انخفاض توليد الطاقة الكهربائية من السدود ويؤثر في قلة تجهيز الأراضي الزراعية بما تحتاجه من مياه، مما سيجبر البلاد على استيراد المزيد من المواد الغذائية.
شح المياه سيؤثر أيضاً في أهوار جنوب العراق التي تم إدراجها في العام 2016 ضمن سجل لائحة التراث العالمي لليونسكو.
بينما أشار البعض بأصابع الاتهام لتركيا لتسبّبها بتراجع مناسيب المياه في العراق بضمنهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين دعوا لمقاطعة المنتجات التركية، فإنّ كثيراً من المواطنين والسياسيين حمّلوا بغداد مسؤولية ماحصل.
مالك راشد 30 عاماً، من محافظة ذي قار، قال"لماذا نلقي باللوم على تركيا؟ لماذا لم يقم العراق ببناء سد خاص به؟ نحن نلوم حكومتنا لعدم إدارتها لملف الموارد المائية بشكل صحيح."
عمر هاشم 38 عاماً من بغداد يتفق مع المواطن السابق بقوله"كل المسؤولية تقع على عاتق الحكومة العراقية التي لم تعرف كيف تخطّط للحفاظ على أمن موارد مياه البلد."
في هذه الأثناء أعرب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بأن الحكومة ستفعل كل مابوسعها لمعالجة هذه الأزمة وتجاوزها.
وقال العبادي خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء"هناك خطط لتأمين مواردنا المائية في الجانبين الداخلي والخارجي. نعم هناك شحٌّ بموارد المياه خلال هذا العام ولكنها لاتصل لمستوى أزمة."
وأشار مسؤولون الى وجود اتصالات بين الطرفين العراقي والتركي لإيجاد حل لهذه الأزمة. وقال السفير التركي لدى العراق"نحن لم نقم بأي خطوة واحدة دون التشاور مع العراقيين". مشيراً الى أن أنقرة قد أرجأت أصلاً عملية ملء السد المخطّط لها أن تبدأ في آذار.
وأضاف السفير التركي، يلدز، بقوله"انخفاض مناسيب المياه ليس سببها السد". مضيفاً بأن البلدين سيراقبان ويقيّمان تأثيرات السد على تجهيز العراق بالماء.
ظافر عبد الله، مستشار في وزارة الموارد المائية، قال إن التغيّرات المناخية وعدم انتظام سقوط الأمطار هي التي تسبّبت بانخفاض تدفق المياه.وأضاف عبد الله بقوله"تخزين المياه في سد أليسو الأسبوع الماضي، لم يصل الى حد التأثير في مناسيب المياه بهذه السرعة، وقد يحصل ذلك على المدى البعيد، ولكننا نشاهد هذه التأثيرات بسبب الظروف المناخية وشح هطول الأمطار."
رغم موافقتها على انشاء السد، فإن بغداد تخشى من أن معدلات المياه المحتجزة قد تؤثر في القطاع الزراعي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب"مياه الشرب سوف لن تتأثر بسبب السد، ولكننا قلقون إذا ماتعلق الأمر باحتياجات القطاع الزراعي للمياه. تركيا قد وعدت بأن سدّها لن يضر بالعراق ولا باحتياجاته الزراعية في محافظات الوسط والجنوب، ولكننا نعتقد انه يجب زيادة معدلات المياه المطلقة. نحن نحاول في تفاوضاتنا التوصل لاتفاقية فضلى."
رغم التوجه العام كان نحو سد أليسو التركي، فإن مواطني السليمانية في اقليم كردستان شكوا من شحّ معدلات المياه لديهم بسبب قيام إيران بقطع تدفق مياه نهر الزاب، أحد فروع نهر دجلة في المدينة.
وقال، اكرم احمد، مدير عام إدارة السدود في وزارة الزراعة والموارد المائية في اقليم كردستان، بأن الوضع سيئ وإن آلافاً من الناس لايستطيعون الحصول على ماء سوى لنصف ساعة فقط باليوم، إنها كارثة بيئية وإنسانية.
وقال أحمد، أن لجنة من مجلس محافظة السليمانية والقنصلية الايرانية في المحافظة، زارت المنطقة قرب نهر الزاب الصغير الثلاثاء لمناقشة الأزمة، مشيراً الى أن اللقاء كان مثمراً وناجحاً جداً.
ومن جانبه قال مستشار وزارة الزراعة الايرانية، محمد انصاري فارد، إن شحّ المياه الحاصلة في السليمانية ناجمة عن الجفاف والتغيّر المناخي الذي ضرب المنطقة، ونحن في ايران أيضاً نواجه هذه المشكلة."
الناطق باسم الخارجية العراقية، محجوب، قال إن"ايران قطعت وحوّلت مجرى 42 نهراً وجدولاً مشتركاً مع العراق، مشيراً الى أن التعامل مع سد"أليسو"يحظى بأولوية أكثر الآن. ومضى بقوله"أن مشاريع تخزين المياه في كل من تركيا وايران تضر بمناسيب المياه في العراق، ولكن هبوط مناسيب مياه دجلة كان له الأثر النفسي والمعنوي الكبير على العراقيين."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

أفضل (20) رواية بوليسية.. من "ربيكا" إلى "دم بارد"

أشهر الكتب الممنوعة

نظريات التآمر عن الأرض المجوفة.. الحقيقة الكاملة

أفضل الروايات الرومانسية

سر مريم المجدلية الحقيقية

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram