وديع غزوانrnكثيرة هي الدروس والعبر التي يمكن استباطها من تجارب واحداث ماضينا القريب , وقليل هم المستفيدون منها . اما الذين يتملكهم هوى النفس فلا يسمعون الا صدى صوتهم . وفي انظمة الحكم كان الغرور والعجرفة ,على مر التاريخ البعيد والقريب,
اول ابواب الولوج الى الدكتاتورية وما ينتج عنها من انحدار لهاوية السقوط مهما طال الزمن او قصر.كثير منا تفاءلوا خيراً بما حدث في العراق في 2003رغم مرارته , كونه كان بفعل خارجي , لكنهم ازاء ما وعدوا به من نظام ديمقراطي يعيد لهم انسانيتهم تفاعلوا مع الحدث وساهموا بامكاناتهم لتعزيز هذا النهج , فاندفعوا مشاركين بحماسة في اول انتخابات تشريعية عام 2005 . هذه الملايين رغم كل خيبات الامل التي اصابتها بفعل مظاهر الفساد المعلن عنها والمخفي وسوء الخدمات والبطالة وعمليات الارهاب المجرمة , ظلت متمسكة بخيار الديمقراطية وشاركت في انتخابات 2010 لاختيار ممثليها في مجلس النواب القادم يحدوها امل ان الكيانات السياسية قد استفادت من حوادث السنوات السبع بغثها وسمينها وبلغت مستوى رشد يمكنها من تجاوز سلبيات ما مر بتلك السنوات , لكنها مصدومة من تصرفات وتصريحات بعض السياسيين الذين يصرون على تمريرالدعاوى الطائفية بين سطور كلماتهم على حساب الخطاب الوطني الذي يضع المواطنة معياراً للتنافس على المواقع.. دعاوى وتصريحات متباينة حد التناقض مع ما كانت عليه قبل الانتخابات.المؤلم ان المناقشات بين الكتل لتشكيل الحكومة القادمة ونقاط الخلاف الجوهرية بين الكتل السياسية , كما نفهمه من تصريحات السياسيين , يتمحورحول منصب رئيس الوزراء وحصة كل كتلة في هذه الوزارة او تلك وليس على برامج او آليات عمل لمرحلة حساسة ومصيرية, سيكون لها تأثيرها على مستقبل العملية السياسية في العراق , وعلى اهمية المناقشات الدائرة بشأن تلك المناصب , غير انها تبقى ثانوية ازاء ما يريده العراقيون من اتفاق على برامج تؤسس لحالة استقرار سياسي وامني تعيد للعراق كامل عافيته وتمكن في حالة توفرهما من وضع خطط تنموية وعمرانية جديرة بالثقة .ومن المناسب التذكير هنا بتجربة إقليم كردستان , وحرص القوى السياسية فيه , مهما اختلفت في رؤاها على ترجيح مصلحة المواطن قبل كل شيء وخلوّ تصريحات المسؤولين فيها من الحديث عن المناصب الا ما ندر وعند الضرورة بما فيها تصريحاتهم بشأن منصب رئيس الجمهورية الذي جاء رداً على تصريحات تحمل في طياتها محاولة الالتفاف على مكتسبات الكرد , ولم يجر تناولها بمعزل عن هذه الحقيقة. ليس غريبً كثرة المناقشات والاختلاف في الرأي فهي وجه من اوجه الديمقراطية , لكن المهم ان نعرف على ماذا نتحاور وكيف نحرص على ان نكون امينين على صوت الناخب وثقته التي بدونهما لايكون لأي موقع أهمية تذكر .
كردستانيات :دروس السنوات السبع
نشر في: 19 إبريل, 2010: 06:35 م